بيان باريس الختامي يرفض اي قرارات احادية الجانب من الكيان الصهيوني

بيان باريس الختامي يرفض اي قرارات احادية الجانب من الكيان الصهيوني

اكدت اكثر من سبعين دولة ومنظمة شاركت في مؤتمر باريس  حول النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ان المجتمع الدولي لا يزال متمسكا بحل الدولتين، ولن يعترف باية قرارات احادية الجانب تتعلق بمسائل الحدود والقدس.

 رحّب وزير خارجية دولة فلسطين رياض المالكى، بالبيان الختامى الصادر عن مؤتمر باريس للسلام فى الشرق الأوسط، واعتبره إنجازا آخر يضاف إلى الإنجاز التاريخى الذى تحقق عبر اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2334 ضد الاستيطان الإسرائيلى.ورأى المالكى أن بيان باريس يأتى مكملا لقرار مجلس الأمن الأخير، حيث ركز بشكل رئيس على حل الدولتين وحمايته وإلزام إسرائيل بوقف إجراءاتها وسياساتها الأحادية التى تقضى على حل الدولتين.وأكد أن حضور سبعين دولة على المستوى الوزارى فى المؤتمر، ومشاركة المنظمات الإقليمية الرئيسة فى هذه المرحلة بالذات، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، ليتفقوا معا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة عبر الانسحاب الإسرائيلى الكامل حتى حدود 67، إنما يعكس الإجماع الدولى على رفض الاحتلال وإجراءاته، ويلزم إسرائيل باحترام القانون الدولى والدولى الإنسانى.يذكر انه في  البيان الختامي للمؤتمر الذي نوقش بدقة فائقة، حث المشاركون في المؤتمر الفلسطينيين والاسرائيليين على “اظهار الالتزام بحل الدولتين والامتناع عن اية خطوات احادية الجانب تستبق نتيجة المفاوضات خصوصا بشأن الحدود والقدس واللاجئين”.واكد البيان انه في حال اتخذت خطوات من هذا النوع فان المشاركين في المؤتمر “لن يعترفوا بها”.ويتزامن عقد مؤتمر باريس مع وصول حل الدولتين الى المأزق بسبب تكثيف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما انه ينعقد قبل خمسة ايام من تسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب سلطاته وهو الذي كان ادلى خلال حملته الانتخابية بتصريحات مؤيدة تماما لاسرائيل.وتجنب البيان الختامي الاشارة الى كلام ترامب عن عزمه نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، الا انه تضمن “رسالة ضمنية الى ادارة ترامب” حسب دبلوماسي فرنسي.وفي حال اتخذ ترامب قرار نقل السفارة الى القدس يكون قد تخلى عن موقف تاريخي للولايات المتحدة بهذا الشأن، كما يكون قد اتخذ موقفاً يتعارض بشكل كامل مع قرارات الامم المتحدة التي تؤكد ان الاراضي الفلسطينية ومن بينها القدس الشرقية هي اراض محتلة.وذهب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الى ابعد من البيان الختامي عندما قال في مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر ان نقل السفارة الى القدس سيكون “استفزازاً”.وقال ايرولت لدى اختتام اعمال المؤتمر في اشارة الى القرارات الدولية التي تدعو اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي المحتلة منذ حرب العام 1967 “من المفيد التذكير بالاساس، والاساس هو حدود العام 1967 وقرارات الامم المتحدة الاساسية”.من جهته اشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالبيان الختامي الذي وصفه ب”المتوازن”.الا انه اوضح ايضا في تصريح صحافي ان الدبلوماسيين الاميركيين اصروا على تضمين البيان لغة قوية تدين ما اسموه التحريض على الاسرائيليين. واكد كيري انه تحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اجتماع باريس لطمأنته. بالمقابل بريطانيا اعربت عن “تحفظاتها” ورفضت التوقيع على البيان الختامي.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ان بريطانيا كانت لها “تحفظات معينة” حول عقد المؤتمر في غياب ممثلين فلسطينيين واسرائيليين “قبل ايام من تنصيب رئيس اميركي جديد”، وبالتالي فان بريطانيا شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط.من جهتها رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بالبيان الختامي لمؤتمر باريس “الذي أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي”، بحسب ما صرح امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات.ودعا عريقات المؤتمر الذي استضافته فرنسا الى “الاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكد في كلمته امام المؤتمر ان حل الدولتين “ليس حلما ويبقى هدف المجتمع الدولي”.وقال هولاند “ان حل الدولتين ليس حلم نظام مر عليه الزمن. انه لا يزال هدف المجموعة الدولية”.واضاف هولاند في رد مباشر على انتقادات اسرائيل لعقد هذا المؤتمر “من غير الوارد فرض معايير التسوية على الطرفين (…) وحدها المفاوضات المباشرة يمكن ان توصل الى السلام، ولا يمكن لاحد ان يقوم بذلك مكانهما”.وقبل هولاند حذر وزير خارجيته ايرولت من تنفيذ ما قاله ترامب حول نقل السفارة الاميركية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس.وقال ايرولت ان “اي رئيس اميركي لم يسمح لنفسه باتخاذ قرار كهذا”، مضيفاً “ستكون لذلك عواقب خطيرة (…) حين يكون المرء رئيسا للولايات المتحدة لا يمكن ان يكون موقفه حاسما واحاديا الى هذا الحد بالنسبة الى قضية مماثلة، يجب السعي الى تأمين شروط السلام”.وتعكس هذه التصريحات قلق المجتمع الدولي حيال استراتيجية ترامب حول الملف الفلسطيني الاسرائيلي.وتميز ترامب باتخاذ قرارات منحازة جدا للدولة العبرية خصوصا بشأن القدس. ويشكل موقفه من نقل السفارة الى القدس، خطاً احمر لدى الفلسطينيين الذين يهددون بالتراجع عن اعترافهم باسرائيل في حال حدث ذلك. يذكر انه يندرج مؤتمر باريس في اطار مبادرة فرنسية اطلقت قبل عام لتعبئة الاسرة الدولية من جديد وحض الفلسطينيين والاسرائيليين على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين.يشار ايضا الى ان منظمة التحرير الفلسطينية رفضت الاثنين، مبررات بريطانيا لعدم توقعيها على بيان مؤتمر باريس بشأن السلام فى الشرق الأوسط.وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، إن هذه التحفظات غير منطقية وجميع دول العالم باتت متيقنة من رفض إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال للدعوات الدولية واللقاءات الرسمية لإحياء عملية السلام”.وأضاف فى بيان صحفى، أن إسرائيل استغلت العملية التفاوضية للاستفراد بالشعب الفلسطينى وسرقة المزيد من الأرض والموارد ومواصلة استيطانها غير الشرعى وخروقاتها الممنهجة للقانون الدولى.