“انعدام الأمن جعل المواطنين عرضة للسرقة والاعتداءات”
عمال الشركة يتنصلون من مسؤوليتهم “ما عجبكمش الحال كاين الكار”
تشهد حركة سير القطارات للضواحي بالعاصمة خطي “العفرون – الجزائر” و”الثنية – الجزائر” تذبذبا في مواعيد انطلاقها ووصولها من وإلى المحطات، مما جعلها تسجل تأخرات تصل وبصفة يومية إلى قرابة ساعة من
الزمن، ما سبّب حالة من الاستياء لدى زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لجهلهم بالأسباب الحقيقية وراء هذا التذبذب اليومي ودون أن تحرك الإدارة ساكنا لمعالجة هذا المشكل الذي يؤرق الزبائن ويضيع عليهم مصالحهم الشخصية.
الساعة كانت تشير إلى الثامنة وعشرين دقيقة صباحا، عندما كنا في محطة عين النعجة في انتظار القطار القادم من العفرون، وجدنا حشدا كبيرا من زبائن “اس. ان. تي. اف” عبر هذه المحطة مصطفين منذ أكثر من 20 دقيقة، وقبل اقتنائنا تذاكر السفر
نحو محطة الورشات، أكد لنا بائع التذاكر أن القطار القادم نحو الجزائر سيكون في المحطة على الساعة التاسعة إلا ربع، أي بعد قرابة خمسة وعشرين دقيقة من الانتظار، توجهنا بعدها إلى أماكن الانتظار التي كانت اكتظت على آخرها بالمواطنين في انتظار القطار، وصلت الساعة التاسعة إلا ربع ولم يأت القطار مثلما هو مسجل في تذكرة السفر، انتظرنا مثلنا مثل الزبائن وبدورنا توجهنا نحوهم من أجل رصد انشغالاتهم وإلقائها على مسمع مسؤولي الشركة لعلهم يقومون بإجراءات أخرى تسهل عملية تنقل المسافرين وتبرمج قطارات تريح وتنقص من معاناة الانتظار اليومية، خاصة وأن القطار الذي انتظرناه وصل على الساعة العاشرة إلا ربع.
تأخرات أدخلت العمال والطلبة في مشاكل يومية
أكد المواطنون ممن كان لـ “الموعد اليومي” حديث معهم أن حركة القطارات بالضاحية الشرقية والغربية للعاصمة على خطي “العفرون – الجزائر” و”الثنية – الجزائر” لا تزال تشهد خللا ظرفيا كل يوم حتى منذ انطلاق القطارات الجديدة سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، وهذا من خلال التأخرات في مواعيد انطلاق القطارات ووصولها من وإلى المحطات، حيث صار المسافر وزبون الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لا يعرف متى يقلع القطار من المحطة ومتى يصل إلى أخرى، بسبب جهله لمواقيته الحقيقية وليست تلك المعلن عنها عبر مكبرات الصوت المنصبة على مستوى المحطات سواء كانت في العاصمة أو في الضواحي، وحتى المدونة على تذاكر السفر بما أن الشركة أصبحت لا تتقيد بالمواعيد المسطرة ولا تعير زبائنها أي اهتمام، ما جعلهم يعبرون عن استيائهم أكثر من مرة، لاسيما في الفترة الصباحية أين تحولت تأخرات القطارات إلى شبح أثقل كاهلهم مع وصولهم متأخرين، سواء إلى مقرات عملهم بالنسبة للعمال والموظفين وحتى طلبة الجامعات الذين يواجهون مشاكل يومية سواء في مقرات العمل أو الجامعات.
تذبذب الرحلات الصباحية يؤرق المسافرين
قال زبائن “اس. ان. تي. اف” إن حركة القطارات بضاحية الجزائر الشرقية والغربية، تسجل تأخرات واضطرابات بحركة النقل في الفترة الصباحية من خلال إلغاء عدد من الرحلات المتجهة نحو العاصمة دون سابق إنذار ولأسباب تبقى لحد الساعة مجهولة وبعيدة كل البعد عن مشاكل تقنية، الوضع الذي أدى بهم إلى التعبير عن سخطهم وتذمرهم الشديدين كون هذا الأمر بات يتكرر كل صباح ودون أي إعلام مسبق للمواطن.
وأوضح المواطنون المسافرون عبر قطارات السكك الحديدية من وإلى العاصمة، أن مواعيد هذه الأخيرة باتت مضطربة ومتذبذبة كل يوم لأسباب تبقى مجهولة، ما تسبب في تأخر العديد من المسافرين عن مقاصدهم، مشيرين إلى إيقاف حركة النقل وإلغاء مواعيد الإقلاع خلال أوقات الذروة من الساعة 7 ونصف والثامنة صباحا، وهي الفترة الزمنية التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين المتنقلين عبر خطوط السكك الحديدية إلى أعمالهم بالعاصمة، إلا أنهم تفاجأوا بإلغاء مواعيد الرحلات في هذه الفترة الزمنية بالذات، دون سابق انذار جاهلين الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها، ما اضطرهم إلى التوجه لمقاصدهم عبر حافلات النقل الحضري أو سيارات الأجرة، فيما فضل البعض الآخر انتظار موعد القطار الموالي ولمدة ساعتين كاملتين في حدود
الساعة 9 ونصف صباحا.
وأمام هذا الوضع الكارثي الذي أصبح يطغى على تسيير شركة وطنية، أبدى المواطنون تذمرهم من تركهم لساعات في انتظار قدوم القطار وعدم إشعارهم بتأخر أو إلغاء الرحلات من طرف الإدارة، ناهيك عن عدم شرح أسباب إلغاء الرحلات أو تأخرها، الأمر الذي أضحى يحرق أعصاب المواطنين ويشكل إزعاجا كبيرا للمسافرين خاصة أنه بات عادة يومية تتكرر باستمرار.
وقد باتت حركة قطارات الضواحي بالعاصمة خطي العفرون – الجزائر والثنية -الجزائر تعرف خللا ظرفيا كل يوم سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، من خلال التأخرات في مواعيد انطلاق القطارات ووصولها من وإلى المحطات، حيث صار المسافرون وزبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية يتفاجأون خلال هذه الأيام بالتأخر في الإقلاع والوصول إلى المحطة، دون وجود أي تفسيرات لذلك وحتى أعوان المراقبة الذين توجه لهم الأسئلة لمعرفة الخلل لا يجدون أجوبة مقنعة، ما جعل المواطنين يعيشون على أعصابهم، بعد أن بات شبح تأخر مواعيد القطارات كابوسا يؤرق يومياتهم، حيث علق البعض بالقول “صرنا نفرح عند وصول القطار في موعده المحدد”.
زجاج القطارات المكسور وأعطاب تقنية وراء إلغاء الرحلات و ركن العربات
بالعودة قليلا إلى الوراء، فقد أضرب عمال شركة “الشيمينو” وشلوا حركة سير القطارات نظرا إلى غياب إجراءات أمنية وقائية حفاظا على سلامة أمنهم وأمن القطارات بعدما لحقت بها عدة أضرار على مستوى الزجاج وتوالي الحوادث الأخيرة.
وكشفت بعض المصادر المستقاة من محيط سائقي القطارات أنهم عزموا على تطبيق تعليمات السلامة بكل صرامة بعد أن أصبح السائق يمارس عمله في قطارات تتخللها عدة شوائب، وتفاديا لوقوع أي حوادث لجأ السائقون لتفادي استعمال القطارات التي تحوي على زجاج مكسور أو بها خلل تقني تفاديا لوقوع مكروه ما بعدما تأخرت شركة “اس ان تي اف” في تجديد وعصرنة خدمة النقل بالسكة الحديدية.
وأمام اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية من طرف السائقين، وجدت الشركة نفسها مجبرة على إلغاء الرحلات وتقليص عدد القطارات والرحلات خاصة في الفترة الصباحية، ناهيك عن تقليص عدد العربات من ثلاثة إلى عربتين.
انعدام ثقافة التواصل أفقد الشركة مصداقيتها
ندد مرتادو القطارات بصفة يومية سواء عمال كانوا أو طلبة بانعدام سياسة الحوار والتواصل بين عمال الشركة التي تلتزم الصمت والمواطنين خاصة عندما يتعلق الأمر بحدوث مشاكل تقنية تعطل وصول القطارات في موعدها المحدد أوتلك التي تجبر السائق على التوقف خلال الرحلة لعدة دقائق قد تفوق في غالب الأحيان النصف ساعة دون أن يكلف نفسه عناء الاعلان عن المشكل والدقائق التي سيستغرقها من أجل حله.
وفي هذا الشأن، قال عدد من المواطنين إنه كان من المفروض على مسيري ومسؤولي شركة النقل بالسكك الحديدية الإعلام عن أي طارئ يعرقل الحركة العادية لسير القطارات بدلا من المغامرة في التنقل عبره ومع رحلة تكون المفاجآت بالتوقف من حين لآخر والحديث عن ثقافة التواصل يشدنا إلى ما جرى مؤخرا باليابان، أين اضطر قطار للتأخر عشر ثواني فقط، ما دفع شركة النقل إلى نشر بيان رسمي للاعتذار عن التأخر.
“التعويض عن التأخر” سياسة يجهلها المواطن وتخفيها الشركة
رغم الأداء الذي أقل ما يقال عنه كارثي من قبل شركة النقل بالسكك الحديدية “اس. ان. تي. اف”، إلا أن ذات الشركة صارمة فيما يتعلق باقتناء التذاكر وفرض الغرامات، حيث يتم وبصفة يومية تحرير مخالفات في حق المواطنين تفوق بعشرة أضعاف ثمن التذكرة الواحدة، حيث إذا كان ثمن الرحلة 30 دينارا جزائريا، “فالحراڤة” كما يلقبون ملزمون بدفع300 دينار في حالة عدم اقتنائهم تذاكر الرحلة، هذا الإجراء وصفه المسافرون بالتعسفي بالنظر إلى المشاكل التي يعانونها قبل وبعد وصول القطارات، حيث طالب معظمهم الشركة بمزيد من الاحترافية و الصرامة في الأداء، خاصة وأن البعض منهم يفضل عدم اقتناء التذاكر لما يتأخر القطار لأكثر من نصف ساعة احتجاجا على التأخر، لكن ما يجهله الكثيرون هو أن معظم شركات النقل الحديدي عبر العالم تقوم بتعويض المسافرين عن الرحلات المتأخرة عكس الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية التي ترى أن الاحترافية و الصرامة تقتصر على المسافر فقط.
ولدى دردشتنا مع بعض المواطنين للخوض في المشاكل اليومية التي يتخبط فيها النقل الحديدي في الجزائر، أبى أحد المواطنين إلا أن يسرد لنا حادثة تعرض لها منذ أيام، أين كان ينتظر وصول القطار للذهاب إلى عمله ليضطر للانتظار لأكثر من 45 دقيقة بما أن القطار الذي ينطلق من منطقته على الساعة الثامنة وعشر دقائق لم يصل حتى الساعة التاسعة، ما جعله يقرر تعويض ثمن تذكرته والركوب دون تذكرة ليتفاجأ عند وصوله بعدد هائل من المراقبين يحاصرون مخرج المحطة للمطالبة بالتذاكر، وعند وصوله تفاجأ بعون يسحبه من القميص ويطالبه بالتذكرة، وبما أن محدثنا سافر من دونها ألزمه العون بالدخول إلى مكتب المراقب الذي طالبه بـ 200 دينار كغرامة، ما جعله يطرح سؤالا بسيطا على المراقب “انتظرت 50 دقيقة تحت المطر من يعوض لي هذا التأخر”، ليجيبه المراقب بكل برودة “ما عجبكش الحال روح فالكار”!! اجابة تلخص جيدا الطريقة التي تسير بها شركة وطنية.
انعدام الأمن يضع المسافرين والأعوان أمام الأمر الواقع
تعاني معظم محطات المسافرين الموزعة على الضاحية الشرقية والغربية وكذا القطارات نقصا فادحا في الأمن، ما يعرض المسافرين إلى حوادث سرقة واعتداءات يومية من المنحرفين الذين يقصدون محطات القطار من أجل تعاطي المخدرات وكل أنواع الحبوب المهلوسة وكذا السرقة والاعتداء على الأشخاص والممتلكات، فقد تعرض رئيس قطار مؤخرا لاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف منحرفين على مستوى محطة بئر توتة بقاطرة كانت متجهة من العاصمة إلى البليدة، حيث صعد منحرفون وانهالوا عليه بالضرب، في حين أقدموا على تكسير القطار بالحجارة.. وهي الحادثة التي تتكرر كل مرة يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية أمنية فورية لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي تدخل ضمن اللاأمن الذي يعترض مهنة عمال “السانتياف”، حيث ورغم عدد
الأعوان الموزعين عبر شبكات المؤسسة إلا أنه لا يمكنهم بأي حال أن يدافعوا عن أنفسهم وعن المسافرين في حال تدخلهم في اعتداءات بالأسلحة البيضاء داخل القاطرات لعدم امتلاكهم بالمقابل أسلحة تمنحهم التدخل المضاد.
مشاكل مطروحة منذ 5 سنوات ولم تعالج !!!
لا تعد هذه السنة الكارثية الأولى أو الثانية التي تمر على الأداء الكارثي للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، حيث أن نفس المشاكل التي يعاني منها المسافر طرحت ولا تزال تطرح منذ أكثر من خمس سنوات مضت دون تغير بسيط في الأداء رغم النداءات العديدة للمواطنين سواء في الضاحية الشرقية أو الغربية والتي وصل بعضها إلى غاية ايصال بيان احتجاجي لنواب البرلمان كما حدث مع سكان ولاية بومرداس منذ أربع سنوات الذين احتجوا على ظاهرة التأخر المتكررة لقطارات الضاحية “الجزائر- الثنية” في مراسلة وجهت إلى نواب بالمجلس الشعبي الوطني حملت عنوان “طلب تدخل لدى وزير النقل ولجنة النقل بالمجلس الشعبي الوطني”.
ولا يعد هذا الاحتجاج الأول ولا الأخير لزبائن الشركة، فمنذ أكثر من خمس سنوات ومشاكل التأخرات وانعدام الأمن داخل القطارات تطرح على طاولة المدراء الذين تعاقبوا على الشركة دون أن تلقى هذه الانشغالات آذانا صاغية كتلك التي يلقاها اضراب العمال وسائقي القطارات من أجل الزيادات في الأجور والتعويضات بأثر رجعي كل سنة، فمنذ سنتين أو أكثر أصبحت العلاقة بين العمال والشركة على صفيح ساخن بعد جملة الاضرابات التي شنوها في أقل من سنتين والتي دفع المسافرون ثمنها غاليا.