نشأ عبد الله بن الزّبير في بيت اشتهر بالعلم والفقه والفروسيّة، فوالد عبد الله هو الزّبير بن العوّام رضي الله عنه هو حواري رسول الله عليه الصّلاة والسّلام الذي اشتُهر بالفروسيّة والبطولة في المعارك، وخالة عبد الله هي عائشة أم المؤمنين زوجة رسول الله التي اشتهرت بالعلم والفقه، كما كنّيت بأمّ عبد الله نسبةً إلى ابن أختها الذي كان يتردّد عليها كثيراً وينهل من علمها وفقهها. لم يشارك عبد الله بن الزّبير في المعارك الإسلاميّة في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لصغر سنّه، وقد تجلّت بطولاته العسكريّة في عهد عثمان بن عفّان رضي الله عنه حينما أرسله في مددٍ عسكري إلى جيش المسلمين الذي توجّه لفتح إفريقيا بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي السّرح، تمكّن عبد الله بن الزّبير من قتل قائد جيش الكفّار جرجير حينئذٍ، حيث رجحت كفة جيش المسلمين الذي تمكّن من الانتصار على جيش الكفّار وفتح إفريقيا، كما وقف عبد الله بن الزّبير مدافعاً شديداً عن الخليفة عثمان بن عفان، حينما حاصره الخارجون في بيته. عندما نادى يزيد بن معاوية بالبيعة لنفسه، كان عبد الله بن الزّبير ممّن لم يبايع يزيداً ، وقد حوصر عبد الله بن الزّبير في مكّة حتّى يُجبَر على البيعة، وبعد وفاة يزيد تمكّن عبد الله من تنصيب نفسه خليفةً للمسلمين، حيث نجح في ضمّ العراق، ومصر، واليمن، وبعض دول الشّام إلى خلافته التي لم تستمر طويلاً، حيث سرعان ما تمكّن الأمويّون من استعادة معظم ولايات الدّولة. في عام 73 للهجرة أرسل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان جيشاً بقيادة الحجّاج بن يوسف الثّقفي، تمكّن من قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعدداً من مناصريه.
