تاريخ وتراجم.. اليهود عبر التاريخ الإسلامي

تاريخ وتراجم.. اليهود عبر التاريخ الإسلامي

بعدما اندحر المشركون يوم بدر، جمع الرسول بني قينقاع، وخاطبهم ناصحًا ومحذرًا قائلاً “يا معشر اليهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا؛ فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم، وعهد الله إليكم”، ولكن اليهود على طريقتهم في العدوان والتعالي ردُّوا على الرسول: “يا محمد، إنك ترى أنَّا قومك! لا يغرنك أنك لقيتَ قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، وإنا والله لئن حاربناك لتعلمنَّ أنَّا نحن الناس”، هكذا كانوا في سفاهتهم. وحاربهم الرسول فكانوا الأذلاء، ونزلوا على حُكمه يصنع بهم ما يريد، بعد حصار دام خمسة عشر يومًا، وكاد يقتل مقاتلتهم عن آخرهم، ثم تركهم لطلب عبد الله بن أبي. وفي غزوة بني قريظة حاصرهم الرسول خمسًا وعشرين ليلة؛ جزاء لخيانتهم وتمالئهم مع الأحزاب، وقذف الله الرعبَ في بني قريظة وهم في حصون منيعة، وعدة وعتاد، وكانوا في بدء أمرهم يتبجحون ويؤلبون، ثم يتحصنون للحرب ويشتمون الرسول والمسلمين. وكان بنو النضير قد سوَّلت لهم أنفسهم أن الرسول غافل عنهم، أو عاجز عن ردعهم، وسرعان ما اضمحل وهمُهم حين أبصروا جيش المسلمين قد دهمهم، ففروا لا يلوون على شيء، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  كلمته الخالدة ” الله أكبر! خربتْ خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فسَاءَ صباحُ المنذرين”، ولم تغنهم حصونهم وحيطتهم، فسقطتْ حصونهم واحدًا إثر واحد. وفي خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فتح فلسطين سنة 15 هـ، وظلت بلدًا إسلاميًّا يحافظ فيه المسلمون على بيت المقدس، وعلى ما أنيط بهم من مسؤولية، وفي الحروب الصليبية غزاها الصليبيون واستولَوْا عليها نحوًا من تسعين سنة، حتى خلصها صلاح الدين في 27/7/583هـ وعادت بلدًا إسلاميًّا. وفي هذا القرن نفذت المخططات الاستعمارية العدوانية، ومنذ عشرين سنة اغتصبت اليهود قسمًا كبيرًا من فلسطين، وصارت فلسطين كلها تحت سيطرة اليهود، وقد يكون فيما مضى دروس وتدارك للخطأ، وتعاون بين المسلمين لاسترجاع فلسطين وتطهيرها من عدوان اليهود.