تاريخ وتراجم.. حذيفة بن اليمان

تاريخ وتراجم.. حذيفة بن اليمان

هو حذيفة بن اليمان العبسي، اشتُهر رضي الله عنه بأنه كاتمُ سرِّ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرَّ إليه بأسماء عدد من المنافقين وأمره أن يكتم ذلك، وكان رضي الله عنه من كبار الصحابة، شهد الخندق وكان له بها ذكرٌ حسن وما بعدها، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخيَّره بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا وقُتل أبوه بها. كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في غزوة الأحزاب في مهمة خاصة سَرِيَّةً وحده؛ إذ اقتضت طبيعة تلك المهمة أن يقوم بها بمفرده؛ قال ابن الأثير في ترجمة حذيفة: “أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية؛ ليأتيه بخبر الكفار”. وتحمل رواية مسلم المشهد الكامل؛ فقد روى في صحيحه عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: “كنا عند حذيفة، فقال رجل: لو أدركتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلتُ معه وأبليتُ، فقال حذيفة: أنت كنتَ تفعل ذلك؟ لقد رأيتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقُرٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجِبْهُ منا أحد، ثم قال: ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال: ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد، فقال: قم يا حذيفة، فأتِنا بخبر القوم، فلم أجد بدًّا إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تَذْعَرْهم عليَّ، فلما وليتُ من عنده جعلت كأنما أمشي في حمَّامٍ حتى أتيتُهم، فرأيت أبا سفيان يَصْلي ظهره بالنار، فوضعتُ سهمًا في كبد القوس فأردتُ أن أرميَه، فذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا تذعرهم عليَّ، ولو رميتُه لأصبتُه فرجعتُ وأنا أمشي في مثل الحمَّام، فلما أتيتُه فأخبرته بخبر القوم، وفرغتُ قُرِرْتُ، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضلِ عباءةٍ كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: قُمْ يا نومانُ” رواه مسلم.