تحتفي الحماية المدنية الجزائرية، اليوم الفاتح مارس، بيومها العالمي تحت شعار “معا مع الحماية المدنية لمواجهة الكوارث”، وسطرت المديرية العامة للحماية المدنية لهذا الغرض برنامجا ثريا ومتنوعا يشمل تنظيم عدة
تظاهرات ثقافية ورياضية وعلمية وتنشيط ندوات ومحاضرات.
وفي إطار الاحتفــال باليوم العالمي للحمايـــة المدنيـــة لهذه السنــة تحت شعـار “معًا مع الحماية المدنية لمواجهة الكوارث” المصادق عليه من المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية، يتم تسطير برنامج ثري ومتنوع من أجل ترسيخ ثقافة وقائية في المجتمع الجزائري، وكذا تنوير الرأي العام بأهمية ودور الدولة في ترسيخ تعبئة المواطنين للتصدي للكوارث جنبا إلى جنب مع الحماية المدنية والالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات المتبعة أثناء وقوع حوادث أو كوارث كبرى.
أين ستقوم مصالح الحماية المدنية بتنظيم أبواب مفتوحة ونشاطات ثقافية ورياضية، إضافة إلى تنشيط ندوات لفائدة المواطنين حول الكوارث وكيفية مواجهتها من خلال ابراز الجانب الوقائي للحماية المدنية في كيفية التصرف أثناء وقوع الكوارث.
وبهذه المناسبة، نظمت مديريات الحماية المدنية عبر كامل التراب الوطني عددا من الفعاليات والأنشطة التي توضح مهام أعوان الحماية المدنية، وتشير إلى أهمية تعاون المواطن معها.
حملة لغرس 10 آلاف شجيرة بولاية معسكر
شاركت عناصر الحماية المدنية بولاية معسكر، في حملة لغرس 10 آلاف شجيرة من نوع الصنوبر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية، شملت مجموعة من المواقع عبر 15 بلدية، وللإشارة فقد شرعت المديرية الولائية للحماية المدنية لمعسكر في تنفيذ برنامج احتفالي احياء للمناسبة منذ منتصف شهر فيفري المنصرم، حيث يشمل حملات تحسيسية لتلاميذ المؤسسات التربوية حول مختلف الأخطار والحوادث.
70 صحفيا يتلقون تكوينا في الإسعافات الأولية
أما في ولاية البليدة، فقد نظمت مديرية الحماية المدنية دورة تكوينية لفائدة الصحفيين في مجال الإسعافات الأولية بالمركز الوطني للحماية المدنية بالشريعة في نفس الإطار، وقد عرفت هذه الأيام التدريبية مشاركة 70 صحفيا من مختلف ولايات الوطن تمكّنوا من اكتساب مبادئ الإسعافات الأولية. واختتمت هذه الدورة التدريبية في يومها التالي بحفل تكريمي وزعت فيه الشهادات على المشاركين الذين استحسنوا هذه المبادرة.
برنامج ثري بخنشلة وتكريمات على شرف الفائزين في مختلف المسابقات
نظمت مديرية الحماية المدنية لولاية خنشلة بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية، برنامجا ثريا ومتنوعا تم من خلاله تسليط الضوء على القطاع، من خلال الترويج لتطبيق وتفعيل التقنيات الحديثة للمعلومات وأهميـــــة ودور الوقاية والتحسيس في ترسيخ ثقافة وقائية لدى المجتمع، وكذا تنوير الرأي العام بأهمية الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات الواجب اتخاذها أثناء وقوع حوادث أو كوارث وهذا بتنظيم أبواب مفتوحة وحملات تحسيسية وتوعوية حول مختلف الأخطار عبر كل وحدات الحماية المدنية، وكذا تقديم محاضرات وندوات على مستوى المؤسسات التربوية ومراكز ومعاهد التكوين المهني عبر كامل تراب الولاية، وتستمر هذه الفعاليات إلى غاية 06 مارس 2017، بالإضافة إلى إقامة معرض لعرض عتاد التدخل وكل جديد يخص القطاع بساحة عباس لغرور بوسط المدينة.
هذا، وأقيمت بالمناسبة أيضا دورات رياضية وفكرية شارك فيها أعوان الحماية المدنية، كما تم تكريم الفائزين في هذه الدورات والمتقاعدين وعائلات الأعوان المتوافدين الذين أفنوا حياتهم وضحوا من أجل أداء هذه المهمة النبيلة لإنقاذ الأرواح والممتلكات وكذا المرأة العاملة في القطاع، بمناسبة تزامن المناسبة وعيد المرأة، بهدف التعريف بالقطاع مع توعية المواطنين بالأخطار التي تهددهم لحمايتهم والمحافظة على حياتهم وممتلكاتهم والسهر على ضمان نشر واسع لمختلف النصائح والإرشادات لغرس ثقافة وقائية لديهم، مع التأكيد على اتباع القواعد والمقاييس الأمنية للحد منها، وكيفية التعامل معها لتجنبها أو التقليل من حدوثها.
تاريخ الاحتفال.. وحكاية توعية الأفراد
تم تحديد هذا اليوم بناء على القرار رقم 8 للجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدولية للحماية المدنية، أين اعتمدت في 18 ديسمبر 1990 على اعتبار الفاتح من مارس يوما عالميا للحماية المدنية، بحيث وفي عام 1931 قام الطبيب الفرنسي جورج سان بول بإنشاء جمعية مشارف جنيف واتخذ من باريس مقرا لها، ومن هذه الجمعية انبثقت المنظمة الدولية للحماية المدنية.
وكان الطبيب جورج سان بول من خلال الإشارة إلى مدينة جنيف، مسقط رأس هنري دونان مؤسس حركة الصليب الأحمر، يرمي إلى إيجاد مناطق محايدة أو مدن مفتوحة وآمنة يمكن للمدنيين اللجوء إليها في حالة الحروب والنزاعات.
وفي سنة 1933 أصدر مجلس النواب الفرنسي وبإيعاز من الجمعية قرارا يدعو فيه عصبة الأمم إلى دراسة السبل المؤدية إلى إنشاء مواقع في كل دولة، تكون بمأمن من الأعمال العسكرية زمن النزاعات، استنادا على اتفاقيات تعتمدها عصبة الأمم.
وفي عام 1937 توفي مؤسس الجمعية ونقلت مقرها من باريس إلى جنيف بناء على طلب سان بول.
ولقد تدخلت الجمعية لدى الأطراف المتحاربة إبان الحرب الأهلية الاسبانية وذلك عام 1932، وكذلك عند نشوب النزاع الصيني الياباني في عام 1937وفي عام 1949 أصدر المؤتمر الدبلوماسي المنعقد في جنيف اتفاقية رابعة بعد الثلاث الأولى بحماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة.
وفي عام 1958 أصبحت المنظمة الدولية للحماية المدنية منظمة غير حكومية.
ولقد أدرج القانون الدولي الإنساني للحماية المدنية في البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، كما منح أجهزة الحماية المدنية وضعا قانونيا يوفر لها الحماية عند تأديتها لمهامها وواجباتها ومنحها شارة مميزة خاصة بها تتيح التعرف عليها وعلى معداتها، وهي مثلث أزرق متساوي الأضلاع على أرضية برتقالية اللون.
وفي سنة 1966 تم اعتماد دستور للمنظمة، أين أصبحت المنظمة الدولية للحماية المدنية كمنظمة بين الحكومات، ولقد صادق على هذا الدستور 18 دولة عضوا.
كما أن تأمين الحماية والمساعدة للسكان في مواجهة الكوارث والمخاطر مهمة تقع على عاتق الدولة، المتمثلة في مرافقها العمومية، والتي تشكل العمود الفقري لأعمال المرافق العمومية، فإنها مهمة تقع على الحماية المدنية التي تعد من بين المرافق العامة في الدولة.
في الفاتح من مارس 1972 دخل الدستور المنظمة حيز التنفيذ وبدأ سريان العمل من قبل الدول الأعضاء في المنظمة. والهدف الأساسي الذي تنشده المنظمة هو توعية الأفراد بمهام الأجهزة الوطنية للحماية المدنية على اختلاف تسمياتها ألا
وهي حماية الأرواح والممتلكات والبيئة.
وتعد الجزائر من بين الدول الأعضاء النشطة في المنظمة وهذا منذ انضمامها إلى المنظمة سنة 1976 بناء على الأمر رقم 76-16 المؤرخ في 20 فيفري 1976، و تتولى الجزائر منصب نيابة رئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة، وباعتبارها عضوا فعالا
ونشيطا في المنظمة، فإنها تحيي هذا اليوم الأغر على غرار بقية بلدان العالم الأعضاء في المنظمة عن طريق تنظيم عدة تظاهرات على مستوى الوطن لتحسيس المواطنين بأهمية ودور الحماية المدنية، القيام بمناورات واستعراضات وإقامة أبواب مفتوحة لاطلاع المواطنين على مختلف الأجهزة والوسائل المستعملة في التدخل وتنظيم ندوات علمية وتظاهرات رياضية وثقافية وهذا لتحسيس وتوعية المواطنين بمهام وفعالية أجهزة الحماية المدنية، وتوعيتهم بالأخطار الطبيعية والتكنولوجية المحيطة بهم وسبل الوقاية منها والتقليل من حدتها.
وبالتالي فالفاتح من مارس من كل سنة يعتبر اليوم العالمي للحماية المدنية تتولى الدول الأعضاء تخليده تحت شعار معين.