الخميس , 28 سبتمبر 2023
elmaouid

تربطه بمحبيه وعشاقه علاقة وجدانية رائعة, آيت منڤلات… إبداع لا ينضب

سيبقى المطرب الكبير لونيس آيت منڤلات اسما خالدا في سماء الأغنية القبائلية لما قدمه ويقدمه للفن الملتزم الأصيل ذي الأبعاد الاجتماعية الهادفة، استطاع بفضلها أن يربط علاقة حميمية خالصة مع جمهوره

العريض العاشق لأغانيه إلى النخاع.

 

هذا الإبداع والتواصل العفوي كان حاضرا بقوة في الحفل الأخير أمام جمهور غفير جاء لحضور اختتام الاحتفال بخمسينية مشوار آيت منڤلات المجسد في حوالي عشرين ألبوما.

هذا التفاعل الوجداني الاستثنائي والرائع دفع مدير أوبيرا الجزائر، نور الدين سعودي، إلى إعادة تنظيم حفل آيت منڤلات، سهرة السبت، قصد “السماح لأكبر عدد من الجمهور حضور اختتام الاحتفال بخمسينية المشوار الفني لهذا المطرب الكبير”.

وقد اكتظت القاعة الكبيرة لأوبيرا الجزائر بوعلام بسايح على آخرها بجمهور متشكل أساسا من عائلات قدمت من عدة مدن جزائرية، بحيث اضطر الكثير إلى شغل الممرات المخصصة لتنقل الأشخاص.

وفي جو بهيج أمتع آيت منڤلات، الذي كان يرافقه جوق من 15 عازفا بقيادة نجله جعفر، طيلة ساعتين ونصف، جمهوره بأداء أشهر أغاني رصيده الثري الذي يفوق 200 أغنية.

وقدم المطرب خلال هذا الحفل الذي جرى في مرحلتين أغاني مثل “ايواغاديو” و “أنيذا ثجام آمي” و “ثلث أيام” و “أبريذ أن تمزي” و “أيلام عقليث” و “جي.أس.ك” و”آمي” و”الغربة أن 45″ و”تمطوث” و”ايموسناو” و”روح أذقيماغ” التي غناها الجمهور معه تحت زغاريد وتصفيقات حارة.

ورفع الجمهور الذي غنى ورقص على هذه الأنغام أمام المنصة لافتة كتب عليها “على خطى آيت منڤلات، دائما أوفياء لشاعرنا وحكيمنا وفيلسوفنا”.

وأحيا الفنان خلال سنة 2017 خمسينية مشواره الفني بعدة حفلات عبر مختلف المدن الجزائرية وبصدور ألبوم “ثودرث أني” الذي يتضمن سبع أغاني نالت النجاح فورا. وبهذه المناسبة، أصدر الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مجموعة تضم 12 قرصا مضغوطا مرفقة بسجل يكرس مسيرته.

ويشتهر آيت منڤلات الملحن ومؤلف قرابة عشرين ألبوما منها “تيراغوا (1999) و”يناد ومغار” و”تاوريقت تاشبحانت” (2010) بنصوصه الملتزمة والرفيعة المستوى مما جعله أحد أشهر الفنانين.

وتتناول نصوص “نحات الكلمات” كما يطلق عليه جمهوره، واقع المجتمع والأخوة والتسامح والحب والتنديد بالظلم.

وكان أول ظهور له في الساحة الفنية في نهاية الستينات بأغنية “ما ثروض أولا دنك أكثر” (إذا بكيت سأبكي أكثر) عنوان أول أغنية له كان ذلك خلال حصة “ايغناين أوزكا” (مطربي الغد) على القناة الثانية للإذاعة الجزائرية.

وبعد عملية جراحية على مستوى القلب في جانفي 2015 عاد آيت منڤلات إلى الساحة الفنية ستة أشهر من بعد من خلال جولة وطنية لترقية ألبومه “ايسفرا”.

وكلل آيت منڤلات الذي يتميز بصوته الاستثنائي الذي يوصف بالصوت الذهبي مشواره الفني كمطرب للأغنية القبائلية باستلام الدكتوراه الفخرية من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، عرفانا لجمال كلماته

ومعاني القصائد التي أداها.

وتكفي الأبيات الشعرية لهذا الفنان عندما تكون جميلة مع بعض النوتات الموسيقية العذبة وآلة الموندول الخاصة به لخلق سحر يجذب آلاف المعجبين بآيت منڤلات الذي يقدر مشواره الفني بنصف قرن من الزمن و222 أغنية جميعها حققت نجاحات باهرة.

ويفضل آيت منڤلات، الذي عادة ما يخلط ثقافته بالمعاني المجازية أو الأمثال والحكم، حيث يتوجب على المستمع البحث عن المعنى الحقيقي بين السطور، الجلوس رفقة الحكماء من القرى القبائلية. ولهذا تتطلب أغانيه إعادة سماعها لفهم الرسالة المبتغى تمريرها.

وكلفه استعماله هذا المعنى في أغانيه إثارة بعض الغضب الذي يتلاشى فور فهم المعنى الحقيقي للأغنية، وهو ما حدث له عندما كان شابا وأراد دون شك دفع مجتمعه الذي كان منغلقا عن الحب وغنى آنذاك أغنية “قيمد قربيو” (غيتارة، تعالي إلى حجري).