تساءلت قناة فرانس 24 الاخبارية التي تعود ملكيتها إلى النظام الفرنسي عن أسباب ودوافع غياب الجزائر وامتناعها عن المشاركة في “التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب” الذي تقوده السعودية وعدد من الدول العربية والافريقية.
وتطرق التساؤل “غير البريء” الذي جاء يوما واحدا بعد الاجتماع الذي عقدته الدول 41 المنخرطة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وتعهدها بالتنسيق الاستخباراتي، المالي، والعسكري للقضاء على الإرهاب، إلى اسباب تحفظ الجزائر عن المشاركة فيه باعتبارها دولة رائدة في هذا المجال.
وقال العسكري السابق والمحلل السياسي الدكتور أحمد عظيمي “إن التحالف الإسلامي لا يعني شيئا للجزائر على اعتبار أن الدول المشاركة فيه فاقدة للقرار وخاضعة للنفوذ الغربي”، مضيفا أن الجزائر مستعدة للمشاركة فيه لو كان الهدف منه تحرير الدول العربية والدفاع عنها، لكن في إطار مواجهة دول إسلامية فلا يمكن للجزائر أن تبارك التحالف”.
كما أرجع عظيمي، السبب المباشر لعدم مشاركة الجزائر في “التحالف الإسلامي العسكري”، إلى الجانب القانوني والإيديولوجي، والذي يتمثل أساسا في عدم قانونية مشاركة الجيش الجزائري في أي صراع مسلح خارج الحدود، مؤكدا أن الجزائر لن تقوم بأي شكل من أشكال التنسيق مع هذا التحالف ولا يمكن لها التعاون معه.
كما قال الدكتور عظيمي عن إيران التي تتهمها السعودية بدعم الإرهاب، وعن تصنيف “حزب الله” اللبناني تنظيما إرهابيا: “في رأيي الشخصي، إيران من حقها بناء نفسها والدفاع عن مصالحها، وفي الجزائر، لا يمكن أن نعتبر حزب الله اللبناني إرهابيا، حيث إنه يدافع عن وطنه وأرضه ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وترفض الجزائر حتى الساعة وبشكل رسمي المشاركة في عضوية “التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب” الذي تم تأسيسه في الرياض ديسمبر 2015، بمبادرة سعودية.