📌 كفاءاتنا بالخارج متعطشة للمساهمة في تحقيق الإقلاع الاقتصادي
📌 وزارة التعليم العالي مطالبة بمواكبة التطورات الحاصلة
📌 ندعو للاستثمار في الأدمغة عبر إنشاء مجلس كفاءات
أوضح الرئيس المدير العام للجامعة الصناعية، الدكتور غريب سيفي، أن ما ميز الجامعة الصناعية خلال سنة 2022، هو تصدير الإسمنت الجزائري إلى دول أمريكا بقيمة تفوق 65 مليون دولار، مع تثمين ما يفوق 12 مليون طن من نفايات الأفران العالية بمصنع الحجار، مشددا على ضرورة إنشاء بنك معطيات وطني يدرج كافة الإحتياجات الحقيقية للسوق الوطنية.
وأكد سيفي، لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، أن الكفاءات الجزائرية بالخارج تعد متعطشة للمساهمة في التنمية وتحقيق الإقلاع الاقتصادي التي تسعى الدولة لتحقيقه، مشيرا إلى أن وزارة التعليم العالي لها من الدور البارز ما يكفي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تصبو لها الدولة، معتبرا أنه بات من الضروري الاستثمار في الأدمغة الجزائرية، عبر إنشاء مجلس كفاءات في كل التخصصات، في إطار ما يطلق عليه بـ”الدبلوماسية الاقتصادية”.
ضرورة إنشاء بنك معطيات تدرج فيه احتياجات السوق الوطنية
دعا الدكتور غريب سيفي، الوصاية إلى ضرورة إنشاء بنك معطيات وطني يتم فيه إدراج كافة الاحتياجات الحقيقية للسوق المحلية، مضيفا أن ذلك سيساهم في تنظيم السوق وتمكين حاملي المشاريع من وضع استراتيجيتهم تماشيا مع احتياجات السوق، ما يسهل من مهام تسويق المنتجات المصنعة محليا.
وواصل سيفي قائلا: “بنك المعطيات سيمكن من توجيه الشباب حاملي المشاريع، عبر تقديمهم لنصائح وتوجيهات حول الكميات التي تحتاجها السوق الوطنية من منتوج معين، وكذا تكلفة استيرادها من الخارج، مع إعطاء بعض التفاصيل أو اقتراح تعديل في المنتوج، ومعرفة ما إذا ما كان هناك اكتفاء داخل السوق المحلية، يضيف المصدر. الجزائر ستكون ممثل رسمي لمؤسسة عالمية في المنطقة. وأكد سيفي، أن الجامعة الصناعية ستكون الراعي الرسمي في الجزائر وبلدان المغرب العربي لمؤسسة عالمية تنشط في مجال الصناعة والمناجم، مشيرا إلى أنه قد تم المضي في المشروع، إلا أنه لاعتبارات خارجة عن نطاق المؤسسة تم توقيف المشروع مؤقتا، يضيف قائلا، ونتوقع أن يعاد بعثه من جديد خلال الآجال القادمة. واعتبر مدير الجامعة الصناعية، أن العائق الأول الذي يواجهه أصحاب المشاريع هو غياب بنك معطيات يضمن معرفة كافة الاحتياجات الحقيقية للسوق الجزائرية، مايحول دون تمكنهم من تسويق منتجاتهم، على حد قوله. وأضاف المتحدث، أن كل قطاع يقوم ببذل مجهودات متفرقة في نطاق اختصاصه، ويقوم باحتكار وتخزين المعطيات الخاصة به، وهذا ما يعيق مساعي تنظيم السوق الوطنية، والإسهام في تحقيق قفزة نوعية في الصناعة الجزائرية.
يجب متابعة المشاريع الرائدة باهتمام بالغ
وشدد الدكتور سيفي، على ضروره متابعه المشاريع الرائدة والنموذجية، التي يتم تحقيقها لأول مرة على أرض الواقع بإهتمام كبير، من خلال خلق مؤسسة سيادية تشرف على متابعه، يؤكد المتحدث، المشاريع التي تم إنجازها لأول مرة في الجزائر، وذلك ضمانا لاستمراريتها. واعتبر المسؤول، أن المشروع الخاص بصنع محركات السفن بقسنطينة، والذي أنجز لأول مرة في الجزائر، لم يتم مواكبته بالطريقة اللازمة، رغم أنه يعد من بين المشاريع النموذجية الرائدة التي تستحق العناية والرعاية اللازمتين.
صفقة تصدير الإسمنت الجزائري قدرت بـ65 مليون دولار
وأوضح نفس المسؤول، خلال نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، أن الإنجازات التي ميزت الجامعة الصناعية خلال سنة 2022 المنقضية بخلاف الميادين التي تم الخوض فيها سابقا وهي التكوين البحث والتطوير، هناك نشاط مميز خلال 2022، يقول المتحدث. وأضاف سيفي، أنه وحسب المادة رقم 02 من قانون الأساسي للجامعة الصناعية، وحسب النشاط التجاري المنصوص عليه، في سجل الجامعة الصناعية وهو رمز النشاط الذي يحمل رقم 607028 والذي يخص استشارة ومساعدة المؤسسات الوطنية والدولية في مجال الطاقة والصناعة قام طاقم الجامعة الصناعية باستغلال هذه النقطة محاولا ان يكون هذا النشاط قفزة نوعية بالنسبة للاقتصاد الوطني.
و أشار ذات المصدر، أن الجامعة الصناعية قامت بوضع استشراف على مستوى الأسواق العالمية، فيما يخص الاسمنت الجزائري وخاصة الطفرة الطاقوية التي تتمتع بها الجزائر واستطاعت الجامعة الصناعية مرافقة مؤسسة عين الكبيرة للإسمنت من أجل الحصول على الاعتماد من المؤسسة الأمريكية ” تكساس ترانسبورتيشن ديبارتمنت ” وتم الحصول على الاعتماد في نوفمبر 2022 بغرض السماح بالولوج للإسمنت الجزائري إلى الاسواق الامريكية وأمريكا اللاتينية، وإلى غاية دول الكاريبي مع إمضاء صفقة أولية تقدر ب65 مليون دولار أمريكي، باعتبارها أول عملية تصدير للاسمنت الجزائري من نوع 52/2 بما يعادل مليون ومائتي ألف طن.
تثمين ما يفوق 12 مليون طن من النفايات بمصنع الحجار
إلى جانب نشاط آخر مميز، يؤكد الرئيس المدير العام للجامعة الصناعية، غريب سيفي، مرافقة مصنع الحجار من أجل استغلال وتثمين نفايات الأفران العالية التي تحتل مساحة أكثر من 40 هكتار وبفضل مرافقة الجامعة الصناعية تم جلب مستثمر جزائري-أجنبي لتثمين ما يفوق 12 مليون طن من النفايات التي سيتم استغلالها في عدة مجالات منها البناء، الزراعة وغيرها من القطاعات التي ستستفيد من هذه النفايات المثمنة وبالتالي تنظيف 40 هكتار من مساحة مصنع الحجار إلى جانب حصول الجامعة الصناعية على جائزة الابتكار المنظمة من قبل وزارة الصناعة الجزائرية وجييزاد الألمانية، كما تم اعتماد الجامعة الصناعية من قبل وزارة الصناعة كهيئة مرافقة للمؤسسات الجزائرية لحصولهم على شهادة المطابقة “إيزو” ضف إلى هذا يقول الدكتور سيفي، أن الجامعة الصناعية لن تكتفي بالنشاط على مستوى المؤسسات الصناعية التابعة لوزارة الصناعة فقط بل اتجهت الجامعة الصناعية للتنسيق والتعاون ومرافقة جلّ المؤسسات الوطنية في جل القطاعات.
وزارة التعليم العالي مطالبة بمواكبة التطورات
تأسف الرئيس المدير العام للجامعة الصناعية، عن عدم استغلال خطة الطريق التي تم اقتراحها من قبل الجامعة الصناعية على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والموجهة للجامعين المتخرجين والمتمثلة في مصنف المهارات في المهن الصناعية والذي يحتوي على برامج التكوين والبحث حسب احتياجات الصناعة باعتبار هذا المنتوج الطريقة الوحيدة لإدماج الجامعيين المتخرجين في عالم الشغل مباشرة. وصرح ضيف منتدى “الموعد اليومي”، الدكتور سيفي، أنه كان من المنتظر أن تتجاوب وزارة التعليم العالي مع الجامعة الصناعية لقطع شوط كبير في استغلال هؤلاء الجامعين المتخرجين من الجامعات وإدماجهم مباشرة في عالم الشغل ضمن مختلف المصانع التي هي بحاجة ماسة الى الكفاءات الجامعية إلا انه والى حد الان يقول الدكتور سيفي أن الجامعة الصناعية لم تتلقى اي اشارة التجاوب لهذا المقترح الذي يتماشى والحداثة مشددا على ضرورة مواكبة وزارة التعليم العالي الحداثة والأسواق العالمية وما يحتاجه السوق الوطني.
إنشاء مجلس كفاءات في كل التخصصات بات ضروريا
وأكد الرئيس المدير العام للجامعة الصناعية، أن إنجاز الدلائل الاستراتيجية للصناعة الجزائرية، والتي تشمل دلائل النفايات والحضائر التكنولوجيا للمصانع وغيرها، سيسمح بإنجاز المؤسسات المصغرة، وذلك حسب الاحتياجات، وأما خلق مؤسسات مصغرة بطريقة عشوائية، فلن يعطي أي نتيجة ملموسة، وقد طلبنا في هذا المجال بإنشاء دليل كفاءات جزائرية، وحسب تجارب الدول المجاورة، فحاليا تصدر كفاءاتها بالعملةالصعبة، ونحن منذ الإستقلال نكون فيها فقط، ولم نستثمرها لتعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، وقد طالبنا في أكثر من مرة بضرورة أن يكون عندنا مجلس كفاءات في كل التخصصات، الذي يدخل في إطار ما يسمى بـ”الدبلوماسية الاقتصادية”، فأصبحنا حاليا في بعض التخصصات الصناعية نجلب مختصين من الخارج للمساعدة، مثل صناعة النسيج التي حققت قفزة نوعية، ما يحتم علينا الذهاب للحلول الفعلية، والإبتعاد عن التنظير الذي لن يعطي أي نتيجة ملموسة، وقد قدمنا عدة اقتراحات وننتظر ردود الفعل من الجهات الوصية، وذلك لخدمة الاقتصاد الوطني ليصبح يواكب المتغيرات الحاصلة.
الكفاءة الجزائرية بالخارج متعطشة للمساهمة في التنمية
وتطرق الدكتور غريب سيفي، إلى استعداد الكفاءات الجزائرية لمرافقة جل المشاريع، بشرط وضع خطة عملياتية من أجل الذهاب بعيدا، وتجنب مضيعة الوقت، للخروج من التنظير، لكون أي خطة ليس لها أرقام تعتبر فاشلة من البداية، ما يجعلنا نقول بكل ثقة بأن الخبرات الجزائرية بالخارج متعطشة للعودة وتقديم المساعدة، لكن بالمقابل دائما ليست هناك هيئة مخصصة لهم لمواكبة مشاريعهم، وأحيانا نستقدم أجانب ويدفع لهم بالعملة الصعبة، الذي يكلف الخزينة أموالا طائلة، عكس خبراتنا التي لم تعط لها فرصة،لإثبات القدرات التي تتمتع بها، وبالتالي يجيب تثمين الإطارات الجزائرية، سواء الموجودة هنا أو بالخارج، واستغلالها لتعود بالفائدة على الاقتصاد. اختيار الجامعات للتعامل معها كان وفق قدراتها. وأشار ضيف المنتدى، أن الجامعة الصناعية تعاملت مع عدة جامعات كالبليدة وتبسة وأيضا عنابة وقسنطينة، كل واحدة حسب التخصص المعروفة بها، وكذلك قدراتها، شاكرا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي كان معها اتفاق مهم جدا لإنجاز أقطاب تكنولوجيا للصناعة الجزائرية في عدة تخصصات كالميكانيك والصيدلة وغيرها، أين قدمت قائمة مفصلة، للباحثين من أجل وضعهم تحت تصرف الصناعة الجزائرية، كل حسب تخصصه، وحاليا يجب تدعيم المشروع وحان الوقت للمؤسسة للذهاب بعيدا.
قسنطينة تزخر بمقومات حقيقية للصناعة الميكانيكية
وأوضح سيفي، أن مدينة قسنطينة تحوز على إمكانيات كبيرة، فيما يخص الصناعة الميكانيكية، وذلك بحكم المشاريع المجسدة على أرض الواقع في سنوات السبعينات والثمانينات، معتبرا أنه وإلى هذا اليوم لا تزال هناك مواكبة ومساعي حثيثة لعصرنة هذه الصناعة في المنطقة، معتبرا أنها تمثل قطب الميكانيك بامتياز نظرا للإطارات التي تحوز عليها في هذا المجال.
لم ندعى بعد للمساهمة في صناعة الطائرة المسيرة
أما فيما يتعلق بالمشاركة في مشروع صناعة الطائرة المسيرة، فذكر بأنه لحد الآن لم تتلقى الجامعة أي استدعاء للمشاركة فيه، وننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وبالمقابل، فإن أي مشروع نتلقى دعوة فيه سنكون فيه بقوة، لكون أننا نحوز على خبرات موزعة في الداخل والخارج، وهي مستعدة للتعامل معنا، ووضع خبرتها تحت تصرفنا.
زوهير حطاب/عبد الله بن مهل/نادية حدار