الجزائر- توالت مؤخرا ” جملة الفضائح” على نظام المخزن بشكل سريع ومتتابع، حيث لم تمر سوى بضعة أيام على فضيحة ” الرشوة” التي قدمتها المملكة لمتدخلين أجانب داخل الأمم المتحدة بغية تغليط الرأي العام العالمي حول ملف الصحراء الغربية، خرج الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ” أمان” الجنرال شلومو غازيت ليكشف ” خيانة” المغرب للدول العربية بعدما قدم تسجيلات ووثائق ” بالغة الأهمية” عن القمة العربية الخاصة التي عقدت في المغرب عام 1965 لبحث جاهزية العرب لمحاربة إسرائيل.
كشف الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ” أمان” الجنرال شلومو غازيت عبر صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، أن نظام الملك الراحل الحسن الثاني تقدم بكافة تسجيلات ووثائق القمة العربية الخاصة التي عقدت في المغرب عام 1965 والتي شهدت مشاركة وزراء الدفاع العرب وقادة جيوشهم وهيئات أركانهم ورؤساء أجهزتهم الأمنية الذين قدموا استعراضا تفصيليا وإحصائيا لعديد القوات والقدرات والإمكانات والخطط العسكرية إضافة إلى بحث جاهزيتهم لمحاربة إسرائيل.
وأكد شلومو غازيت للصحيفة ذاتها بعد سماح الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة بنشر جميع التفاصيل الكاملة عن العلاقات السريّة بين الموساد والمغرب، أنه كان لجهاز الموساد الإسرائيلي فرع بالمغرب بموافقة ملكها الحسن الثاني، وهو الفرع الذي كان يتجسس على الدول الأعداء لإسرائيل، وفي مقدّمتها مصر التي كان يقودها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مضيفا أنّ العاهل المغربيّ أمر بتخصيص جناحٍ كامل من الفندق الذي عُقدت فيه القمّة العربيّة لرجال الموساد الإسرائيليّ، لكي يتمكّنوا من توثيق وقائع القمة التي كانت اجتماعاتها مغلقة نظرا لأهميتها، ولكن في اللحظة الأخيرة، أصدر الملك تعليماته بإلغاء الخطّة، خشية اكتشاف أمر تواجد رئيس الموساد ورجاله في الفندق، إلا أن عدم تواجد الموساد داخل قاعة المؤتمرات لم يمنع من حصول إسرائيل على كل ما دار بالداخل.
وأضاف الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنه بعد انتهاء القمة، حصل الموساد الإسرائيليّ على جميع المعلومات والوثائق والمستندات والخطابات التي أُلقيت في المؤتمر والتي كانت في مجملها تتعلّق باستعدادات الجيوش العربيّة لمحاربة إسرائيل.
وأكد المتحدث ذاته أنه بعد نقل جميع المعلومات والوثائق إلى تل أبيب، تم الاستماع إليها من طرف رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك ليفي أشكول ورئيس الموساد مائير عميت بعد تحليلها وترجمتها. حيث تبين أنّ جميع قادة الجيوش العربيّة أكّدوا خلال إلقائهم لكلماتهم في المؤتمر على أنّ الجيوش العربيّة ما زالت بعيدة على أنْ تكون جاهزةً ومُستعدّةً لخوض الحرب ضدّ إسرائيل.
وبفضل هذه التسجيلات – يضيف ذات المتحدث – تبينّ للمُخابرات الإسرائيليّة أنّ الجيوش العربيّة ليست جاهزةً لخوض حربٍ ضدّ إسرائيل، كما تم التوصل الى نتيجة مفادها أنّ سلاح المدرعات المصريّ في حالةٍ مُزريةٍ للغاية، وليس مُستعدًا للقتال.
وأضاف الجنرال غازيت أن تحليل التسجيلات أكّد لصنّاع القرار في تل أبيب أنّ الأحاديث العربيّة عن مشروع الوحدة، ما هو إلا كلام وأنّه لا يوجد بين الدول العربيّة موقف موحد ضدّ إسرائيل. مستدلا كلامه بأنّه خلال القمّة نشب جدال، ممزوجًا برفع الأصوات بين الزعيم المصريّ الراحل، جمال عبد الناصر، والعاهل الأردنيّ في تلك الفترة، الملك حسين وهو ما يبرر الاختلاف الكبير بين وجهات النظر بالنسبة للقادة العرب.
واعتبر شلومو غازيت تعاون المغرب مع إسرائيل وتقديمه لهذه المعلومات والوثائق البالغة الأهمية أكبر كنز إستراتيجيّ ومن أهّم الإنجازات التاريخيّة التي حصلت عليها المُخابرات الإسرائيليّة منذ إقامة الدولة العبريّة إلى غاية اليوم.
وتأتي تصريحات الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” الجنرال شلومو غازيت بعد مرور 51 عامًا على القمّة العربيّة، وهي الذكرى التي دفعت بالرقابة العسكريّة الإسرائيليّة إلى السماح بنشر جميع التفاصيل الكاملة عن العلاقات السريّة بين الموساد والمغرب.