الأحد , 1 أكتوبر 2023

حافظت على أولويات عملها على كافة المستويات… دبلوماسية 2017..سنة المتابعة والتأكيد

elmaouid

الجزائر- لم تحد الدبلوماسية الجزائرية في 2017 عن الخط الذي ترسمه السياسة الخارجية للبلد في أولويات العمل على قضايا السلم والأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب والتطرف مع الحرص على الدفاع عن

الجزائر ومصالحها.

استهلت الدبلوماسية الجزائرية سنة 2017  بالمشاركة في  مؤتمر باريس حول عملية السلام في الشرق الأوسط في منتصف شهر جانفي حيث أبانت عبر مداخلة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السابق، رمطان لعمامرة،  أن الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس-الشرقية، هي وحدها الكفيلة بفتح عهد جديد لصالح كل شعوب المنطقة.

وبعدها بيومين فقط استقبل  لعمامرة  لاري غبيفلو-لارتي الذي سلمه أوراق اعتماده ممثلا خاصا لرئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي مكلف بالتعاون في مكافحة الارهاب ومدير المركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الارهاب لتكون الجزائر ثابتة  في هذه الاولوية التي تقود جهودها قاريا وإقليميا ودوليا، وهو ما جعلها تحتضن أشغال الندوة رفيعة المستوى   حول موضوع ” أجوبة حقيقية ودائمة في مواجهة الإرهاب: مقاربة  إقليمية” بمشاركة ممثلي دول إفريقية ومنظمات وخبراء دوليين في نهاية الشهر الجاري.

وفي هذا السياق عين  رئيس الجمهورية  عبد العزيز بوتفليقة منسقا  إفريقيا لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا مع عرض لمذكرة  حول الوقاية من التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب خلال اجتماع القمة الـ 29 الذي انعقد بأديس أبابا (أثيوبيا) شهر جوان  المنصرم. كما شارك وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، في نوفمبر الماضي في  الاجتماع  الوزاري إفريقيا-الولايات المتحدة بدعوة من كاتب الدولة  الأمريكي، ريكس تيلرسون، لتعزيز التعاون في المجال الأمني بين الولايات المتحدة  وإفريقيا حيث أكد من واشنطن أن الجزائر انتصــرت على الإرهــاب وأصبحت فاعلا أساسيا في استقرار المنــطقـة.

وفي  الوقت نفسه تقود الجزائر الجهود القارية من أجل  إعداد خارطة الطريق حول الإجراءات العملية “لإسكات  الأسلحة بإفريقيا في أفاق 2020” وتدعيم الشراكة ما بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة من أجل القيام بمهمات مختلطة للسلم.

وفي  الوقت نفسه أبانت الجزائر إدانتها لمختلف الاعمال الارهابية التي مست عديد الدول واستنكرت استهداف المقرات الرسمية وجددت تأكيدها في كل مرة على ضرورة توحيد الجهود للقضاء عليه في سياق مقاربة شاملة.

وقد أبدت هذه المواقف على لسان الناطق باسم الخارجية عبر بيانات أو في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية عقب أحداث العريش، منهاتن، درنة، برشلونة، واغادوغو، المخطط الإرهابي الذي حاول استهداف الحرم المكي الشريف، الهجومين الإرهابيين على مقر البرلمان الايراني ومرقد الامام الخميني، اعتداءات “لندن بريج” و”بورو ماركت”، الاعتداء الارهابي  الذي استهدف محطة للحافلات بجاكارتا، الاعتداء الارهابي بمنطقة سيغو في مالي…وبالموازاة معها لم تتخل الجزائر عن مبدئها في نصرة القضايا العادلة على غرار قضية الروهينغا حيث دعت  حكومة ميانمار إلى”حماية مواطنيها الروهينغيا  بشكل عاجل”وكذا إلى تحرك عاجل في إطار مجلس الأمن  الاممي والمحافظة السامية للاجئين لوضع حد للعنف الممارس ضد هؤلاء السكان والوقاية من “مأساة إنسانية”. كما لم تتخل الجزائر عن دعم القضية الصحراوية التي تمضي يوما بعد يوم الى الانتصار على الوجود الاستعماري المغربي بعدما كسرت “كبرياءه” في أكثر من صعيد.

وعلى صعيد آخر، تواصل الجزائر متابعة مسار السلام والامن في كل من ليبيا ومالي حيث دعت  مطلع جويلية الماضي مسؤولي الحركات الموقعة على اتفاق السلم إلى تحمل مسؤوليتهم  الكاملة والتحرك بسرعة لإنهاء التجاوزات المسجلة من خلال تغليب الحوار والتشاور  وتكثيف الجهود من أجل تجاوز الصعوبات على أرض الواقع”.

وجاء تدخل الجزائر بعد المواجهات المسلحة التي خلفت عددا من القتلى بمدينة أغلهوك في منطقة كيدال  شمال مالي  وذكرت الاطراف الموقعة  على اتفاق السلم بمالي المنبثق عن مسار الجزائر، أن” هذه المواجهات تشكل انتهاكا صارخا لبنود هذا الاتفاق”.

كما سجلت الجزائر جهودها الحثيثة في الملف الليبي، لعل أبرزها الزيارة الميدانية التي قام بها عبد القادر مساهل إلى ليبيا هي الأولى والوحيدة عربيا وإفريقيا حيث زار الاقاليم الليبية الثلاثة والتقى بمختلف الاطراف. وكانت تلك رسالة قوية من الجزائر أنها على مقربة والأكثر دراية بتعقيدات الملف اللبيي.

وكانت اللقاءات الثلاثية (الجزائر، تونس، مصر) حلقة اخرى تضاف إلى هذه الجهود وإلى المحادثات الثنائية والمتعددة مع الفرقاء السياسيين الليبيين.

ومع اندلاع أزمة الدول الخليجية مع قطر، استقبلت الجزائر التي التزمت الحياد إزاء القضية عدة مسؤولين خليجيين لبحث القضية وقام الوزير مساهل  بجولة شملت  كلا من السعودية، مصر، سلطنة عمان، البحرين، قطر، الكويت، الأردن، والعراق حيث أكدت خلالها على أنها تقف على  المسافة نفسها من كل أطراف الخلاف، مثلما أوضحت سابقا موقفها مع الصراع السعودي-الإيراني، وأكدت على الحوار والتشاور لحل الخلافات الدولية.

أما على صعيد الزيارات، فشكلت زيارة ماكرون نقطة بارزة فضلا عن تأجيل زيارتي الرئيس روحاني وأنجيلا ميركل التين أثارتا جدلا في الساحة.