حنين الفراشة

حنين الفراشة

أقضم أظافري، لم أجد طريقة أقول بها إني أحبك، تمنيت أن أصير فراشة تحط لتطير عندك دون أن تحدثك، تشعرين أنها تحبك، بمجرد أن تحط في كفك فراشة ملونة تدركين أنك محبوبة من الفراش، أما أنا لا أملك جناحين لأطير عندك ولا أملك ألوانا زاهية تسحر عينيك، أنا كما أنا أنف أفطس وأشبه كثيرا عبد الحليم حافظ.
* * *
حتى العصافير أغار منها وهي تنتف ريشها أمامك فتقسمين لها حبة التمر، وتضعين في القفص حفنة من القمح، أنا قريب منك وبعيد في نفس الوقت، أشاهد ولا أستطيع التحدث إليك، لست أخرصا ولكنني فقير وأنت بنت أغنى رجال البلد، لقد فهمت دوري في الحياة؛ مثلي مثل كل الفقراء المعدمين خلقنا لهدف واحد في الحياة أن نخدمكم.
* * *
طلبت مني أن أقطف لك أزهار الخريف الجبلية النادرة، سأجدها أنت اطلبي وأنا أنفّذ، أما أنت اجلسي هناك تمتعي بدهشة الطبيعة، لا تتقدمي كثيرا، أخاف عليك من الشوك أنت أمانة عندي، أرجوك لا تتقدمي، فإن الشوك خلق لنا. نحن الفقراء فقط أنت مكانك الظل والتمتع بسحر الطبيعة وزقزقة العصافير وستحضر عندك الأزهار.
* * *
تجيء زوبعة من الغبار، هاك هذا الشال الأخضر ضعيه فوق رأسك، لا يمكنني إيقاف حركة الريح وإلا كنت أوقفتها، لم أضع في الحسبان أن يتسخ ثوبك الأحمر بذرات الغبار، مر الريح بسرعة وتنفست الصعداء لأن الزوبعة لم تلحق عندك وإلا عنفني والدك، أفرش لك تحت الشجرة وأقدم لك القفة التي ملأتها والدتي بالبغرير، أنت تحبين كثيرا أكل والدتي.
* * *
أحمل القصبة وأنفخ فيها، أتمنى أن تعجبك معزوفتي، سأقول فيها أحبك، هذه الحرفة تؤلمني ولكني أنفخ مطولا، معزوفة الحب لا تكون إلا مطولة، فيها من الحزن ما يقسم قلبي. وفيها من الحنين ما يعبر به وجهي، أنا مثل الأخرص لا أستطيع أن أقول لك أحبك، لا أحسن غير العزف، حتى عندما سألتني عن عنوان المعزوفة لم أستطع التصريح أنه الحب المستحيل.

بقلم: يوسف دهماس/ بشار