أتذكر دوما حين
نفيتني إلى بقعة
الأحزان بقارب مطرز
منمق بخيوط الربيع
مرصع بنوتات ألحان
عزفتها على مسمعي
حتى بت أمشي
كالساحر بل كالمسحور
على الأرض والماء
كان قاربا بلا مجادف
تقوده الرياح
فيسير بي الهوينا
فإذا بي كالسكير لا أعي
كيف وصلت إلى جزيرة
العشق والموت
جزيرة منحوتة على
كف الشيطان
لا تعرف فيها الزمان
ولا حتى خريطة المكان
نعم، تذكرت كل هذا والبسمة
تعلو شفتاي وعيناي تستعبران
على شباب وعنفوان وقوة
انسابت من جسدي انسياب
الماء من الجداول إلى الأراضي
الخالية إلى الأراضي
المنسية الخرساء
ضعفت وآمنت بأن الضربة
التي توجعني يجب أن تزيد
من قوتي من بأسي
فجمعت فتاتي وتكسيري
وكونت من نفسي صخرا
جبلا لا يعرف الحب إلى
داخله إلى فؤاده
ذاك أنا الآن فلا تلمني
إن صرت هكذا
فالدثار الذي لبسته ليقيني
نسيانك يوما قد مزقتَه فصرت
لا أتذكر من هذا إلا آثارا
بقيت هناك في منفاي فأنا قد
رحلت بي النوارس إلى جزيرة
الفرح والبسمة والمرح
علمتني الطيران علمتني
الحب وكيف يكون قلب الانسان