تعد خديجة شعبان نموذجا للنساء المقاولات بولاية البليدة اللواتي إستفدن من تمويل لمشاريعهن من طرف الوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية، بعد أن تمكنت بفضل إصرارها وحبها لمجالها المهني من إقناع لجنة التحكيم بفكرة مشروعها.
أوضحت خديجة شعبان، هذه المهندسة في الزراعة أنها اختارت ميدان تربية الدجاج البياض كفكرة أساسية لمشروعها الذي انطلقت فيه منذ قرابة السنة للعمل على تطويره أكثر، خاصة وأن الفكرة هي موضوع أطروحة الدكتوراه التي تعمل على إعدادها حاليا.
ثلاث سنوات لدراسة المشروع
وأفادت في هذا السياق بأنها حاملة لشهادة ماستر تخصص “تربية وتغذية الحيوانات” وأن مشروعها الخاص بتربية الدجاج البيوض تمكن من رؤية النور بعد دراسة عميقة له استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، كما أنه يعتبر ثمرة تحضيرات مكثفة ومشاورات ودورات تكوينية استفادت منها في إطار برنامج مرافقة حاملي المشاريع الذي تضمنه الوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية قبل وأثناء تجسيد مشاريعهم على أرض الواقع.
بداية صعبة
غير أنها أشارت إلى أن بدايتها كانت جد صعبة، حيث تزامن إطلاق مشروعها المتوطن ببلدية بن خليل (شرق) مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية الخاصة بتغذية الدواجن في السوق العالمية (الذرة والصوجا خصوصا).
ممارسات لا قانونية
كما استدلت السيدة خديجة في معرض حديثها ببعض الممارسات غير القانونية التي يقوم بها عدد من التجار الذين يعمدون إلى رفع أسعار منتوجها من البيض إلى ما يزيد عن 600 دج للصفيحة الواحدة، في حين أن سعر اقتنائه من عندها لا يتجاوز 530 دج للصفيحة الواحدة، مستغلين في ذلك -حسبها- عدم امتلاكها لمكان تخزين هذه المادة الحساسة والسريعة التلف.
وحيال هذه الوضعية، تحاول المقاولة استدراك هذه الأمور ببيع منتوجها مباشرة بسوق البيض بالجملة بالكاليتوس، وإنشاء سلسلة بيع منتوجها لدى تجار الجملة لتفادي رفع سعر البيض الذي بلغ عتبات خيالية هذه الأيام.
الجانب الأكاديمي يرافق الميداني
ولم تكتف المتحدثة بالجانب الميداني فحسب، بل تصر على دعمه بالمجال الأكاديمي، حيث تعمل كأستاذة بجامعة “سعد دحلب” وطالبة سنة أولى بقسم الدكتوراه ضمن مشروعها للتحضير لهذه الشهادة، حيث تناولت دراستها موضوع إمكانية زراعة مادة بديلة لنبات الصوجا المستورد حاليا.
وأردفت في هذا الإطار قائلة أنها تسعى من وراء بحثها إلى التوصل لنتائج من شأنها “تغيير التشكيلة المعمول بها حاليا في تغذية الدواجن بأخرى جديدة تستجيب لاحتياجاتنا وتعمل على خفض سعر البيض والدواجن في السوق المحلية”.
وأبرزت بأن التجارب التي قامت بها إلى غاية اليوم على مستوى الجامعة أسفرت عن نتائج “إيجابية” على “عكس ما كان يشاع على أن المناخ لا يساعد على غرس مثل هذه النباتات في بلدنا”.
استعجال الحلول لمواجهة الغلاء
وصرحت أن “سعر الأعلاف لم يعرف قط مثل هذه الزيادة الكبيرة في الأسواق، مما يتوجب الاستعجال في تجسيد مثل هذه الحلول على أرض الواقع للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن والحد من الاستيراد”.
ووجهت المهندسة الزراعية في الأخير رسالة إلى كافة النساء اللاتي لديهن فكرة أو مشروع مفيد من شأنه أن يساهم في دعم الاقتصاد الوطني بضرورة المثابرة والتحلي بالشجاعة والصبر من أجل تجسيده على أرض الواقع وطرق كافة الأبواب لا سيما منها الوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية التي منحت لها، علاوة على فرصة تجسيد مشروعها، المرافقة الميدانية لتذليل مختلف الصعاب.
ل. ب