ما يزال العاصميون يترقبون تجسيد تعليمة وزارة الداخلية بشأن فضاءات الترفيه على أرض الواقع، ضاغطين على السلطات المحلية والمعنية من أجل إيجاد تسوية مستعجلة لهذه المشكلة التي حرمتهم من حقهم في
التنفيس عن ضغوطات الحياة، منتقدين تنصل القائمين عليها من مسؤوليتهم في توفير سبل الراحة المفضية إلى تمتعهم بالمجالات الموجودة على غرار الصابلات، حدائق التسلية والحامة أو الغابات، وهي المساحات المفتوحة أو المغلقة كالمركزين التجاريين أرديس وباب الزوار، وغيرها من مساحات الترفيه دون التورط في متاهات الاكتظاظ وغياب حظائر السيارات أو انعدام الأمن ومعها الأخلاق وغيرها من العوائق.
يشتكي العاصميون من المعاناة الكبيرة التي يقاسونها لمجرد طلب الراحة في أماكن الترفيه على قلتها لعدم اكتمال شروطها، حيث يشكون عوائق كثيرة تحول دون استفادتهم من هذا الحق الذي شدد عليه وزير الداخلية نور الدين بدوي خلال تعليمات مستعجلة لكامل القطر الوطني لجعل هذا المطلب أولوية لا تقل أهمية عن البرامج والمشاريع التنموية، غير أن الأمر لا يزال يشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة لسكان العاصمة وما جاورها بالضواحي، حيث يصطدمون في كل مرة يحاولون فيها التنقل إلى هذه المرافق بالازدحام الذي تعرفه طرقات العاصمة خاصة أيام نهاية الأسبوع، والازدحام أيضا داخل هذه الفضاءات، هذا الأمر يجعل الكثير من العائلات تعزف عن الخروج مفضلة قضاء أيام العطل بالبيت أو في زيارة الأقارب لتفادي كل هذا الضغط الذي سيلاحقها وهي تبحث عن الراحة، مشيرين إلى أنهم في حالة التخلص من الازدحام وكتب لهم بلوغ مساحات الترويح عن النفس يقعون في جحيم آخر لعدم تواجد حظائر سيارات في بعض أماكن الترفيه أو امتلائها عن آخرها.
وحسب عدد من المحتجين على الأوضاع، فإن العاصميين يشعرون بضغط كبير مقارنة بالولايات الأخرى، لأن أماكن الترفيه محدودة ومكتظة عن آخرها، خاصة وأنها تستقبل الزوار من جميع ولايات الوطن، مشيرين إلى أن التفكير بالخروج يفضي إلى الغرق وسط الازدحام المروري الذي لا مفرّ منه، معربين عن سخطهم لهذا الواقع المرير، باعتبار أن جميع الأماكن مكتظة أو لا تحتوي على أدنى معايير الخدمة الجيدة، على غرار حديقة التسلية ببن عكنون التي أصبحت لا ترقى لأن تسمى حديقة ترفيه، فمعظم الألعاب معطلة، كما أنها أصبحت مسرحا للكثير من التصرفات غير الأخلاقية، وبحديقة الأحلام بالصنوبر البحري نفس الشيء بعض الألعاب معطلة وترغم على الدفع مسبقا وتمنع من إدخال الأكل، فيجبرون على اقتناء الأكل من الداخل بأسعار مرتفعة جدا أو الخروج بمعدة فارغة بعد نزهة فاشلة، أما محبو الغابات فأيضا يجدون مشكلة في الوصول إليها، كما يعانون من انعدام الأمن في بعضها وعدم وجود الكراسي أو تحطمها إن وجدت ما يجبرهم على المكوث واقفين يجوبون أماكن مكتظة بالقمامة في بعض الأحيان وحتى وإن أحضروا معهم أفرشة، فإن العثور على مكان للجلوس صعب للغاية سيما أن كامل الأمكنة محجوزة والقليل منها تقاسمهم فيها أكوام النفايات.