دلالات تغرق

دلالات تغرق

 

 

الحركة الأولى

 

وسادتها المحشوّة بالسحاب

خنقتها يداي المرتعشتان في فصل الشتاء

وتركتها، جثّة هامدة

===

هداياها الصغيرة

جمعتها في كيس

ووزّعتها على أطفال الحيّ

شاهدتهم يغرقونها في البحيرة

===

سترتها القرمزيّة، علّقتها طويلا

ثمّ استعملتها خرقة لسدّ ثقب في الحائط

يتسلّل منه جيش الصراصير

===

صورنا التذكاريّة على شاشة الكومبيوتر

حوّلتها إلى القمامة

===

رياح الجنوب لسبب سرياليّ

تذرّي الغبار

يفسخ قصائدنا الطريّة من ضفاف الشّاطئ

ليترك ما تبقّى من أغان

تنشدها النّوارس

يلحّنها إرث “سرفانتس”

 

الحركة الثانية

 

شبح من طين يطفو على البحيرة

كانت هداياها….

غيمة تدغدغ وسادة تبعث من رماد

كانت وسادتها…

نوارس تنشد فوق قمامة من الذكريات

الصّراصير جيوش تخترق جداري

تلاحقني لا لتقتلني… تلاحقني لتسخر منيّ

***

شهوة تتسلّق نفس ذاك الجدار

لون قرمزيّ برائحة الشّبق، يغمز فانوسا

موج، يعانق صخور شاطئ

عذراء، تنام على فراش من السّحاب

أمّا أنا، فمغمض العينين أبصر كلّ ذلك

كم سيكون قاسيا هذه اللّيلة

أن أحلم بغيم طريّ…. لن أمسك به أبدا

 

 

الحركة الثالثة

 

لم يكن حقلا ذاك الذي حصدته مناجلك

لم تكن غيمة تلك التي تمطر الآن

لم يكن مطرا ذاك الذي دق نافذة بيتك

لم يكن بيتا ذاك الحطام المكدّس

لم يكن بابا ذاك الذّي تحت الحطام المكدّس

لقد كان قلبا طّريّا… مصلوبا بألف مسمار صغير

لقد كان ثّملا… مبلّلا بكأس “العشاء الأخير”

 

رضا .ط