في أبراج السماء العالية
أين ينفخ إسرافيل في البوق
ليوجه الأرواح الآتية إلى
مملكة الخلود السامية في تلك البقاع
التي لا تشبه إلا الحلم الباحث عن الأجنة
أين تنشطر الذات إلى نصفين
نصف يبقى في أثير السرمدية
ونصف يقبل جبهة الفارين
من ألسنة اللهب المستعرة
من رحم اللذات المتتالية
في تلك الدروب
التي لا تشبه إلا أنا
تفرد أجنحة الملاك التي
تسد شعاع الأفق
أو تمتد كصواري السفن
الذهبية التي تشق بحر الظلمات
وسط الأمواج الكاسرة ترتشف
كوب القهوة السادية وتطالع الصحف
وتحل ألغازها اللامتناهية
وعند خلودها لتعويذة النوم
تطبع قبلة غير مفهومة
على خد الوجود وتقول تصبح على خير
فأنا لم أعد كما كنت دمية تسير خلفها
كلما مشت زوبعة عاطفية دامية