مع أمهات المؤمنين

دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم

دورهن في نقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم

أما دور أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فقد روت عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد (378) ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا. اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف (158) مائة وثمانية وخمسون حديثًا. كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن…. إلخ.. أما أم سلمة فإن معظم مروياتها في الحديث الشريف في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج. فهذه رملة بنت أبي سفيان – أم حبيبة – أم المؤمنين رضي الله عنها فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم  ما يزيد على الألفي حديث. حيث روت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  وروى عنها بعض الصحابة والمحدثين ومما روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قالت: ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: من صلى اثنتى عشرة ركعة في يومه وليلته بُني له بيت في الجنة.قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أخرجه مسلم. وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن رضي الله عنهن مثل لذلك، إلا أن حفصة بنت عمر رضي الله عنها تسبقهن في ذلك. أما جويرية بنت الحارث رضي الله عنها فقد نقلت الحديث: فحدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، أما صفية بنت حيي رضي الله عنها لها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه. وجملة القول: إن أمهات المؤمنين التسع اللائي توفي عنهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنّ كلهن معلمات ومفتيات لنساء أمته ولرجالها مما لم يعلمه عنه غيرهن من أحكام شرعية وآداب زوجية، وحكم نبوية.

 

الجزء الثالث