تاريخ وتراجم

ذات النطاقين.. المؤمنة الصابرة

ذات النطاقين.. المؤمنة الصابرة

هي أسماء بنت أبي بكر الصديق مهاجرة جليلة؛ وسيدة كبيرة بعقلها وعزة نفسها وقوة إرادتها؛ ولدت سنة 27 قبل الهجرة وهي أكبر من أختها لأَبيها عائشة أم المؤمنين بعشر سنين، وهي شقيقة عبد الله بن أبي بكر، ودعيت بذات النطاقين لأنها أخذت نطاقها فشقته شطرين فجعلت واحدًا لسفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عصامًا لقربته ليلة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق إلى الغار، وكان أهل الشام يعيرون ابن الزبير بذات النطاقين يوم كانوا يقاتلونه، فقالت لابنها عبد الله: عيروك! قال: نعم. قالت: فهو والله حق. وقالت أسماء لما قابلت الحجاج: وكيف تعير عبد الله بذات النطاقين، أجل قد كان لي نطاق لا بد للنساء منه ونطاق أغطي به طعام رسول الله.  وتزوجها الزبير بن العوام وماله في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، فكانت تعلف فرسه وتكفيه مؤونته وتسوسه وتدق النوى الناضحة وتسقيه الماء وتعجن… وكان الزبير شديدًا عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذ كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعدها جمع بينهما في الجنة. وشهدت أسماء وقعة اليرموك مع زوجها الزبير وأبلت فيها بلاءً حسنًا. وروت أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم 58 حديثًا، وفي رواية 56 حديثًا. وكانت أسماء شاعرة ناثرة ذات منطق وبيان. وكانت أسماء ذات جود وكرم لا تدخر شيئًا لغد، فكانت تمرض المرضة فتعتق فيها كل مملوك لها وكانت تقول لبناتها ولأهلها: أنفقوا أو أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئا ًوإن تصدقن لم تجدن فقده.