دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الثلاثاء الى ضرورة اصلاح الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة من أجل اقرار مساواة بين جميع الدول مبرزا ان اصلاح مجلس الامن ينبغي ان يكون اولوية لدى المجموعة الدولية وشدد على ضرورة عقد جمعية عامة استثنائية للهيئة الاممية من اجل منح دولة فلسطين العضوية الكاملة كما طالب أيضا بضرورة الوصول الى تسوية نهائية للإستعمار بأخر مستعمرة افريقية .
واستهل رئيس الجمهورية خطابه أمام اكثر من 140 من قادة العالم حاضرين بأشغال الجمعية العامة ال178 للأمم المتحدة بالتأكيد على دعم الجزائر لجهود الامين العام الأممي غوتيريش معبرا عن رغبه في ترسيخ الحوار والنقاش وهو كما قال مطلب ملح من أجل عالم التعايش والتضامن والمساواة بين الأمم , كما ذكر السيد رئيس الجمهورية بالنضال الذي قامت به الجزائر في منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لابراز مكامن الخلل في النظام الدولي الحالي ودعوتها الى نظام عالمي تكون فيه المساواة بين كافة الدول .
الجزائر ستسخر خبرتها الثرية في مجال الوساطة و تغليب التسوية السلمية للنزاعات بمجلس الأمن
وبعد ان ذكر أن الجزائر التي تتأهب لتبوؤ مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن على وعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقها بالنظر إلى التحديات التي تواجهها المجموعة الدولية, حيث ستسخر في هذا الصدد خبرتها الثرية في مجال الوساطة و تغليب التسوية السلمية للنزاعات وفي تدخله خلال أشغال الدورة ال 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة, شدد رئيس الجمهورية على أنه حان الوقت للتفكير معا في سبل إعلاء قيم و مبادئ ميثاق الامم المتحدة و تعزيز التزاماتنا الجماعية و إرساء الأسس المتينة التي تفضي الى المزيد من التعاون العالمي الفعال بشأن القضايا الرئيسة بهدف التمكن من تكريس السلم والامن الدوليين والتنمية المستدامة في عالم متعدد الأقطاب.
واغتنم الرئيس تبون هذه السانحة ليجدد الشكر للدول ال 184 التي صوتت لصالح الجزائر, مؤكدا على أن هذه الثقة ستحرص الجزائر على صونها اثناء عهدتها بمجلس الأمن, كما انها ستسعى على تجسيدها بالتعاون الوطيد مع كافة الدول الأعضاء بمجلس الأمن و في هيئة الأمم المتحدة كما ستعمل الجزائر –يضيف رئيس الجمهورية– على تسخير خبرتها الثرية في مجال الوساطة و تغليب التسوية السلمية للنزاعات, مشيرا إلى أنه و عملا بهاته الروح, فإن الجزائر ستنضم الى مجلس الأمن حاملة لآمال شعوب القارة الافريقية و المنطقة العربية و داعية الى الاعتماد على مقاربة ترتكز على الحلول النهائية للأزمات من خلال معالجة أسبابها الجذرية.
الرئيس تبون يرافع من اجل منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
وتوقف الرئيس تبون في خطابه عند ملف تصفية الاستعمار مجددا استمرار الجزائر التزامها بدعم قضايا التحرر العادلة ومساندة الشعوب المضطهدة التي تكافح من اجل التحرر حيث توقف مطولا عند القضية الفلسطينية داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من اجل لتقرير مصير الشعب الفلسطيني يوفق الشرعية الدولية داعيا محكمة العدل الدولية للاستجابة لمطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل استصدار رأي استشاري حول المساس بحقوق الانسان بفلسطين كما دعا في هذا السياق الى عقد جمعية عامة اسثتنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة .
كما رافع رئيس الجمهورية بضرورة ايجاد حل سياسي بليبيا يقوده الليبين ويضمن سيادة ليبيا ووحدتها كما جدد موقف الجزائر من ازمة النيجر حيث اوضح ان الجزائر متمسكة بالعودة الى النظام الدستوري في هذا البلد محذرا من نوايا التدخل العسكري
كما عبر عن تطلعه لعالم يسوده الأمن والازدهار والرفاه الانساني .
الجزائر حققت مكاسب معتبرة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة وترقية حقوق الإنسان
كما أبرز رئيس الجمهورية, المكاسب المعتبرة التي حققتها الجزائر في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة وترقية وتعزيز حقوق الإنسان و قال الرئيس تبون أن الجزائر تبنت خطة التنمية المستدامة وأدرجتها كأولوية وطنية ضمن كل الاستراتيجيات والبرامج الحكومية, مؤكدا أن ذلك مكن من قطع أشواط مهمة جدا وتحقيق نتائج معتبرة في مسار أهداف التنمية المستدامة, سيما في قطاعات التربية, الصحة, البناء, الكهرباء والمياه, حيث انطلقت الجزائر في تجسيد برنامج لتحلية مياه البحر سيمكنها من الوصول إلى إنتاج مليار و800 مليون متر مكعب يوميا في نهاية 2024 وفي ذات السياق, اعتبر رئيس الجمهورية أنه بعد مضي أكثر من 8 سنوات على اعتماد برنامج 2030 للتنمية المستدامة وخطة عمل أديس أبابا, لا تزال العديد من الدول النامية تواجه تحديات تستوجب تضامنا أكثر على المستوى الدولي من أجل عالم أفضل ونموذج اقتصادي فعال وعادل يسمح بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولدى تطرقه إلى موضوع ترقية حقوق الإنسان, قال الرئيس تبون أن الجزائر التي حضيت بدعم وثقة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان لنيل العضوية فيها, هي طرف في المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان وتعمل بكل حرص على تعزيز تعاونها معها ومواصلة تنسيقها مع مختلف هيئات المعاهدات المعنية بحقوق الإنسان وآليات الاستعراض الدولي الشامل مذكرا بتقديم الجزائر في نوفمبر 2022 تقريرها الوطني الرابع في إطار هذه الآلية وشدد على أن الجزائر “تؤمن إيمانا عميقا بأن احترام حقوق الإنسان وترقيتها هو حجر الزاوية لأي نظام سياسي ذي مصداقية وتعمل على تعزيزها بكل الوسائل الممكنة, مضيفا أنه إيمان نابع من تمسك الشعب الجزائري بحقوق الإنسان وأشار إلى أن التعديل الدستوري لسنة 2020 يعد إشهادا على قناعتنا بضرورة تعزيز الحقوق والحريات وأنه لا يمكن أبدا المساس بجوهرها حيث كرس هذا التعديل في أحكامه –أضاف الرئيس تبون– المساواة بين كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات لإزالة العقبات التي تحول دون المشاركة الفعالة للجميع, لا سيما في مجال ترقية حقوق المرأة وتنميتها سياسيا واقتصاديا من أجل إدماجها في مناصب المسؤولية وتحقيق مبدأ المناصفة في سوق التشغيل وتعزيز دورها في السلم والأمن وترقية مكانتها في مختلف مجالات الحياة على المستوى الوطني والقاري والدولي.
وأوضح في هذا الشأن أنه تم إعداد مخطط وطني عملي في إطار تنفيذ قرار صادر عن مجلس الأمن تلتزم من خلاله الجزائر بالحرص على ترقية دور المرأة في حل النزاعات والوقاية منها بما يتماشى ومبادئ السياسة الخارجية للجزائر.
ومن جهة أخرى, تطرق رئيس الجمهورية إلى الطاقات الشبانية الهائلة التي تزخر بها الجزائر والتي تم لأجلها إعداد مناهج تمكن من توفير الإطار المؤسساتي والوسائل المادية الكفيلة بتنمية قدرات هذه الطاقات وإدماج الشباب كقوة محركة في مسارات التنمية المستدامة وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية
دريس م