ودعوتني لحفل وجيه من غير دعوة تصلني
إذ كنت مستيقظا خارج خارطة الليل
حيث تحاك أربطة العنق من عهن حريري يسهل شده
كما يسهل الفطام …
ولأنه لا رغبة لي في ارتداء أطقم
مثلما أكره على الدوام ربطة تقيد حنجرتي
حينما أتأبط منبر الكلام …
كان لي ذنب القيام
وذنب شنبي الطويل
حتى أنه لم يتناسق مع قناع اخترته ليكون هوية
وعند التمام …
تسلقت جدران البيت
وما كنت ذعرا أن غير البيت الذي أعرف قد ارتحل إلي
وأطل علي من البحر … لست وحدك من نصب الخيام
الحبل متين بما يكفي ليحملني وأحمل البيت على كتفي
فأطل على عرش مبجل قد انهار من حسنه جلل المقام
وبقيت منفردا تعلقني
ولفرط قوام … بحت له أن هذا لي
وألقيت هيكلي المزعوم خالدا… مثل النيام
قالوا لبيك هذا عرشك
ويجيبني المعتل من بني رأسي
ويكأنك هو … متى أزلفت حضورنا؟
هتكتها تلك القوارير الممردة الصيام
يشير حاجب العين هل أنت هو …؟
وتعال في صخب …
يا سادة العرش سلوا الأعناق نجبكم …
وترفعني يدي دون عذر
يا قوم ألا تتقون ليس لي عنق تشد
وها هي ذي حبلي المتين وتلك من باب الحرام
احرقوه… أو اصلبوه….
وقال … شدوا عليه وثاق ربطته فإن لم تجدوا فالحبل أولى بالخصام
وانصاعت الرأس وهيكلها مسجى
من لي بقرفصاء لا تكل من ابتلاعي
لا تمل إذا شدوا ربطة العنق وقالوا هيت لنا …
كم دعوة سيجن بعد أن جن وجنى ذاك الليل
وأنا التمني في شفاه العابرين ….
ويكأنه لا يفلح من سار إلى الأمام
محمد شهاب بن خدة- سوق أهراس-