الشباب هم رجال الغد وآباء المستقبل، وعليهم مهمة تربية الأجيال القادمة، وإليهم تؤول قيادة الأمة في جميع مجالاتها، وفي صلاح الشباب صلاحٌ للأمة، ومما لا شك فيه أن فترة الشباب هي مرحلة القوة والفتوة، ومرحلة الشباب مرحلة من مراحل العمر لم يكتمل نضجها بعد؛ فهي قابلة للتشكل والتغير، ومن هنا يتأتى دور الأسرة والمربين في توجيهها إلى الخير، وبذل مزيد من التربية والرعاية والاهتمام، وقد اهتم الإسلام بالشباب فجاء ذكرهم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لبيان فضل هذه المرحلة وأهميتها، ولفت الأنظار إليها، فيذكر ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم من قصص المرسلين والصالحين الأولين ما فيه هداية للبشر؛ قال تعالى ” قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ” الممتحنة: 4، والقدوة بهم في إيمانهم ودعوتهم وصبرهم، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: “ما بعث الله نبيًّا إلا شابًّا، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب”.
ومن حديث القرآن عن قصص الشباب التي تروي مآثرَ جليلة: قصة الخليل إبراهيم عليه السلام؛ يحكي القرآن ما قال قومه عنه ” قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ” الأنبياء: 60؛ وفي القرآن سورة تتحدث عن قصة يوسف عليه السلام، وفيها من العبر والفوائد الشيء الكثير، وهو أحسن قدوة للشاب في العفة والطهر، وإيثار مرضاة الله وإن ناله ما ناله في الدنيا من تعب وعناء. وفي سورة الكهف ذكر قصة الفتية في الزمان الأول ” إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ” الكهف: 13، وقصتهم فيها الاعتزاز بالدين، والدعوة إليه، والاستعانة بالله ودعاؤه، واعتزال أهل الباطل عند العجز عن إصلاحهم، وغير ذلك؛ أما رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فقد اشتد حرصه وتوجيهه للشباب، وظهرت عنايته الفائقة بهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” وذكر منهم: “وشاب نشأ في طاعة الله” رواه البخاري.
من موقع إسلام أون لاين