في خطوة وصفت بالاستراتيجية والطموحة، احتضنت مدينة وهران حفل توقيع مجموعة من عقود المناولة بين مؤسسات جزائرية ناشئة ومجمع “ستيلانتيس” العالمي، أحد أبرز المصنعين في قطاع السيارات، وذلك بحضور المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، السيد عمر ركاش، وعدد من المسؤولين والمستثمرين والخبراء في الصناعة.
وخلال كلمته بالمناسبة، عبر ركاش عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي، الذي لا يمثل فقط توقيع اتفاقيات، بل يعد تجسيدا عمليا لرؤية الجزائر الجديدة نحو تنمية صناعة محلية متكاملة وتنافسية. واعتبر أن عقود المناولة، تشكل مرحلة مفصلية في مسار التحول الصناعي، ومرتكزا لتطوير شراكات نوعية بين الموردين المحليين وكبرى العلامات العالمية.
المناولة.. ركيزة للنهوض بالصناعة الوطنية
وأوضح المدير العام للوكالة أن النهوض بالصناعة الوطنية لن يتحقق إلا من خلال تعزيز التكامل الصناعي وتوسيع شبكة المناولة، معتبرا إياها “حجر الزاوية” في أي مسعى جاد لبناء قاعدة إنتاجية قوية ومستدامة. وفي هذا الإطار، أكد أن الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار تضع من بين أولوياتها إنشاء أقطاب صناعية متخصصة في إنتاج مكونات السيارات وقطع الغيار، ما من شأنه أن يسهم في تقوية النسيج الصناعي المحلي، رفع القدرات الإنتاجية الوطنية، وتمكين المؤسسات من الاندماج في سلاسل التوريد الإقليمية والدولية.
دور الوكالة.. مرافقة، تأطير وتحفيز
وأشار ركاش، إلى أن الوكالة تعمل، بالتنسيق مع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، على هيكلة منظومات صناعية فعالة، قادرة على تجميع المؤسسات ذات المؤهلات الإنتاجية الحقيقية، ومرافقتها لرفع جودة منتجاتها وتحسين تنافسيتها، مع تسهيل ولوجها إلى الأسواق الدولية من خلال شراكات موثوقة. وأكد أن هذه الشراكات ليست فقط أدوات تجارية، بل تمثل ترجمة حقيقية لالتزام الدولة الجزائرية بتشجيع الاستثمار المنتج، وتوطين التكنولوجيا، وتنويع القاعدة الاقتصادية.
الفرص والتحديات..
وفي المقابل، أشار المسؤول ذاته إلى تزايد اهتمام المستثمرين الوطنيين بالاستثمار في مجال صناعة مكونات السيارات، ما يعكس إدراكًا واضحا للفرص الكبيرة التي يتيحها هذا القطاع الواعد. لكنه شدد، على أهمية أن تترافق هذه الديناميكية مع تشديد الرقابة التقنية وتفعيل آليات المصادقة بما يضمن الجودة والامتثال للمعايير الوطنية والدولية، ويمنع دخول المنتجات غير المطابقة التي قد تضر بالثقة في التصنيع المحلي.
رسالة أمل والتزام مستمر
وفي ختام كلمته، هنأ عمر ركاش المؤسسات الجزائرية التي وقّعت العقود، متمنيًا لها النجاح في هذه الشراكة الصناعية. كما جدّد التزام الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار بمرافقة كل المبادرات الجادة، وتوفير المناخ الملائم للمستثمرين، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية. كما يأتي هذا الحدث، في سياق جهود الجزائر لتوطين صناعة السيارات، وخلق بيئة أعمال محفزة، وفق رؤية تنموية تقوم على نقل التكنولوجيا، بناء كفاءات محلية، والاندماج في الاقتصاد العالمي.
إيمان عبروس