رياض وطار: المبدع الجزائري في وضع مزرٍ

قال الناقد، رياض وطار، “بالرغم من الإنجازات العظيمة التي حققها البعض من  الأسماء الأدبية على غرار واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي.. وغيرها من الأسماء التي استطاعت أن تخلد اسمها في المشهد الأدبي العالمي، ما يزال المثقف الجزائري يبحث عن ضالته في ظل غياب قانون أساسي يحميه من التقلبات التي تشهدها الحياة اليومية ويمكن من تأمين مستقبله، وبالتالي فإن خوض تجربة الإبداع بكل أريحية، ما جعل الكثير

من مثقفينا يلجأون إلى بيع أقلامهم بأبخس الأثمان لمن يدفع أكثر، متناسين أن الأدب هو مواقف ومبادئ قبل كل شيء”.

وأردف رياض وطار، قائلا أن “هذا الوضع المزري الذي يعيشه المبدع الجزائري ليس وليد الصدفة بقدر ما هو نتيجة تراكمات وعوامل أثرت بالسلب على المشهد الأدبي الجزائري بدءا من الوضعية المزرية التي يعيشها حاليا اتحاد الكتاب الجزائريين”.

وقال وطار إن هذا الاتحاد “أضحى عبارة عن هيكل من دون روح في ظل لامبالاة أمينه العام الذي تحول إلى سمسار للأدب تهمه مصلحته الشخصية غير مبالي بمصلحة الأدباء والمثقفين الذين وضعوا فيه ثقتهم العمياء مما جعله يغير من منحى الاتحاد”.

كما أن غياب النخبة عن الساحة الأدبية ـ يضيف الناقد ـ و”عدم اتخاذها مواقف تشرفها في العديد من المناسبات ودونما أثر أيضا على الوضع الإجتماعي المزري للمثقف والأديب الجزائري، الذي أصبح يعاني في صمت دون أن تلتفت إليه أي جهة في حال حقق إنجازا يحسب له ولا عليه، بل أصبح التكريم لا يحظى به إلا من لهم السند المادي والمعنوي من الخارج، حيث يتم الاحتفاء بهم ودعوتهم إلى المحافل والتظاهرات المقامة هنا ببلدهم على حساب أسماء أخرى، هي بحاجة لمن يلتفت إليها”.

وشدد رياض وطار قائلا: “إن هذا الوضع يستدعي فعلا أن ندق له ناقوس الخطر باعتباره تميّع، كما أنه قد انتشر بشكل رهيب وكأنه فيروس من تلك الفيروسات الخطيرة التي يحاول العلماء والأخصائيون محاربتها بشتى الوسائل والطرق ولكن دون جدوى”، متسائلا “إلى متى يبقى المثقف الجزائري يعاني الويل؟”.