بعد الجدل الكبير الذي أحدثه ضياع ملف ترشح النائب الثاني لرئيس الفاف، بشير ولد زميرلي لعضوية اللجنة التنفيذية للكاف، كشف مصدر مسؤول في الفاف القصة الكاملة لهذا المسلسل.
وقال مصدرنا إن رئيس الفاف خير الدين زطشي والأمين العام محمد ساعد، يتحملان المسؤولية في ضياع ملف بشير ولد زميرلي، كونهما الوحيدين اللذين يملكان المعلومات اللازمة حول هذه القضية، وهما الوحيدان المخول لهما مباشرة الإجراءات القانونية والإدارية الخاصة بملف من هذا المستوى.
وكان زطشي في البداية يريد الترشح لعضوية تنفيذية الكاف، كونه الرئيس، على غرار أغلب أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، من أجل الحصول على بعض النفوذ داخل أروقة الكاف، فضلا عن رغبته في استعادة المقعد الذي ضاع من غريمه محمد روراوة في مارس الماضي، لكن رغبته لاقت معارضة شديدة من طرف نائبيه بشير ولد زميرلي وربوح حداد، اللذين أبديا استياءهما من ذلك وقالا له بأنه عليه عدم الاستئثار بالمناصب لنفسه فقط، وضرورة ترك الفرصة لهما لتبوأ أحد المناصب الهامة، وأفاد ذات المصدر بأن زطشي تراجع عن رغبته على مضض ومرغما بسبب خشيته من تأزم علاقته بنائبيه الأول والثاني.
وبالمقابل، تراجع أيضا ربوح حداد عن الترشح بعد أن استشار أحد مقربيه في الأمر والذي نصحه بعدم المغامرة، لأن نقص خبرته قد يجعله يتعرض لخسارة ساحقة في الانتخابات التي ستجري في فيفري المقبل بالمغرب.
وفتح تراجع زطشي وحداد الباب على مصراعيه أمام ولد زميرلي للترشح، لكن حلمه اصطدم بعراقيل كثيرة داخل الفاف، حيث انتظر زطشي إلى آخر لحظة لتوقيع طلب ترشيح ولد زميرلي، وإرساله يوم الخميس 7 ديسمبر المصادف لآخر مهلة حددتها الكاف، لكن المشكلة تشعبت بعد أن انتشر خبر عدم وصول الملف لمقر الكاف بالقاهرة، واضطر ذلك الأمين العام للفاف محمد ساعد للسفر إلى مصر لتقصي الحقيقة، لكنه صدم بعدم وصول الملف من أساسه، وتواصل الوضع على حاله طيلة الأسبوع الماضي، وطلبت الأمانة العامة للكاف من الأمين العام الجزائري العودة إلى بلاده لأنه لا يمكنه الطعن في الأمر، حيث أخبروه بأن لجنة الترشيحات ستجتمع يوم 28 ديسمبر المقبل قصد الفصل في ملفات المترشحين من المناطق الأربع المعنية بالانتخابات.
وتأكد فعلا ما تناقلته العديد من المصادر، قبل أشهر عن توتر العلاقة بين زطشي ونائبه ولد زميرلي، وتجسد ذلك بعد أن أدلى الأخير بتصريحات صحفية الأسبوع الماضي يمدح فيها الرئيس السابق للفاف محمد روراوة الغريم الأزلي لزطشي، ما يفسر بأن رئيس الفاف انتقم بطريقة أو بأخرى من نائبه، ومن المنتظر أن يضحي بأمينه العام محمد ساعد كي يمتص الغضب العارم الذي يحيط بالقضية، خاصة وأن الجزائر ستخسر مقعدا في تنفيذية الكاف قد يطول انتظار استعادته.