سؤال وجواب… كيف تكن قنوعا ؟

سؤال وجواب… كيف تكن قنوعا ؟

 

إن من تمام أركان الإيمان التي أوجب الله علينا الإيمان بها: الإيمان بالقدر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّل ما خلق الله القلم، قال له: اكتُبْ، قال: ما أكتبُ؟ قال: اكتب القدر، ما كان، وما هو كائن إلى الأبد”؛ رواه الترمذي. ومن هذا المنطلق نقول: إنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله قسَّم الأرزاق، وآجالها، فلماذا الحزن على ما فات، والقلق على المستقبل؟! ولماذا الحسد لما في أيدي الناس؟! ولماذا كل هذا الهم لجمع المزيد من الأموال وقد فاض الله عليك بفضله يا عبد الله، فكن قنوعًا بما أعطاك الله؟! ولقد قيل: إن القناعة كنزٌ لا يفنى، وإن كان في المقالة ضعف؛ لكن معناها صحيح، فمن يعِشْ قنوعًا يعِشْ مرتاح البال، سليم القلب، هادئ الطَّبْع.

والقناعة من معانيها ترك التشوُّف للمفقود، والرضا بالموجود وإنْ قلَّ، ويكفينا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا” حسَّنه الألباني. ومتى عاش الإنسان قنوعًا عاش سعيدًا، وهل دمَّر الأُسَرَ إلَّا الطَّمَعُ وحُبُّ الدُّنيا وزخارفها؟ فكم من ربِّ أسرة دخل السجون بسبب عدم قناعة أسرته بالموجود! وكم من ربِّ أسرة ألَمَّت به الأمراض بسبب طَمَع أسرته في المزيد! فكلَّما رأوا جارًا أو قريبًا جاء بجديدٍ تمنَّوا المشابهة والمزيد، فهلَّا اقتنعوا بما أعطاهم الله من فضله، وشكروا الله على ما منَّ به عليهم من عافية، أما تذكر أهل الطمع فيمن فقدوا نعمة العافية وهم فيها يتقلبون؟! أليس يمشون بأقدامهم وغيرهم راقدون، ويُبصرون وغيرهم من الناس لا يُبصرون، ويسمعون وغيرهم الكثير لا يسمعون، ويتمتعون بلذة الطعام والشراب وغيرهم محرومون؟! أليس قد أعطاهم الله عافية في عقولهم وغيرهم الكثير لا يعقلون؟! فما لهؤلاء القوم أفلا يعقلون؟!