سؤال وجواب… كيف هو حال الناس مع النعم ؟

سؤال وجواب… كيف هو حال الناس مع النعم ؟

الصنف الأول: من لا يعرفون النعمة بوجودها، ويعرفونها بزوالها: كالذين لا يعرفون ولا يدركون مدى نعمة البصر والسمع والمشي والكلام، إلا بعد فقْد أحدها، أو لا يعرفون نعمة الوالدين، أو نعمة القناعة، أو نعمة الراحة النفسية، والطمأنينة والمال، وغيرها من النعم، إلا بعد فقدها، ولربما جزع أحدهم وصاح، فهم في غفلة دائمة، مَثَلُهم مثلُ الأنعام والبهائم؛ كما قال تعالى: ” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ” الأعراف: 179.

الصنف الثاني: من يعرفون النعمة بوجودها، ولكن لا يعرفون من أين أتت: حالهم حال قارون في هذا، يعرفون أن السمع والبصر وغيرَها هي من النعم، وإذا رأوا أعمى أو أصمّ، قالوا: نحن بخير، ويعرفون أن الراحة نعمة، وأن المال نعمة، ولكن يقولون: هذا من عندِ أنفسنا، كالقائل : أنا بنفسي وجهدي وصلت إلى هذا المنصب، أنا بجهدي وذكائي حملت شهادة الدكتوراه، أنا بجهدي كونت هذه الرؤوس الطائلة من الأموال، وهكذا.

الصنف الثالث: من يعرفون النعمة بوجودها، ويعرفون أنها من عند الله وبتوفيقه سبحانه وتعالى ولكنهم مشغولون بها عن شكر الله سبحانه وتعالى أو قد يصرفونها في أمر منكر:

كالذين يشكرون الله على نعمة البصر والسمع والحركة وغيرها باللسان فقط، ولكنهم يستعملونها في معصية الله، ولا يتورَّعون عن سماع الأغاني، والغِيبة والمحرمات، ولا يتورعون عن النظر إلى الحرام وهكذا.

الصنف الرابع: هم الذين يعرفون النعمة بوجودها، ويعرفون أنها من عند الله تعالى ولا ينشغلون بها عن شكر الله، بل يسخرونها في طاعته سبحانه وتعالى: وهؤلاء يحمدون الله ويشكرونه قولاً وفعلاً، كالذين يحفظون فروجهم وأبصارهم، ولا ينظرون إلى حرام، ولا يسمعون حرامًا ولا يقولون حرامًا، ولا يأكلون حرامًا، ولا يسعَون إلى حرام، بل يسعَون إلى طاعة الله، وعبادته وحده، والدعوة إليه، والإنفاق في سبيله، والصلاة والذكر، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم، والأخلاق الحميدة، وإكرام الضيف، والإحسان للناس، وغيرها.