سؤال وجواب.. لماذا نستعيذ بالله عز وجل ؟

سؤال وجواب.. لماذا نستعيذ بالله عز وجل ؟

 

الاستعاذة شرعًا: هي الالتجاء إلى الله، والاعتصام به مِن شر كل ذي شر.ومعنى “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعلِ ما أُمِرتُ به، أو يحثني على فعلِ ما نهيت عنه؛ فإن الشيطان لا يكفُّه عن الإنسان إلا اللهُ جل وعلا. والاستعاذة عبادة من أجلِّ العبادات وأفضلها؛ لأن الله عز وجل أمر بها عباده.

قال تعالى” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ” الفلق: 1، ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ” الناس: 1، وقال: ” وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ” المؤمنون:97، وقال” وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” الأعراف: 200. وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذةَ بالله من شر كل ذي شر، فكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه “اللهم إني أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَن، والعَجْز والكَسَل، والبخل والجُبن، وضَلَع الدَّيْن، وغلبة الرجال” صحيح البخاري. وعن خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال”مَن نزل منزلًا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرتحل من منزلِه ذلك” رواه مسلم.

فالاستعاذة عبادةٌ لا يقدر على إجابتها إلا الله، ولا تصرف إلا له سبحانه وتعالى، وصرفها لغير الله شرك، وقد قال الله عز وجل حاكيًا عن حال المشركين في استعاذتهم بغير الله من الجن” وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ” الجن: 6، فكان العرب في الجاهلية إذا سافر أحدُهم فأمسى في أرضٍ قفرٍ ليس فيها أحد، قال: “أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه”، فكانوا يعتقدون أن لكلِّ مكان مَخُوفٍ سيدًا من الجن، فيستعيذون به، وكانت الجن إذا رأَتْهم أقبلوا هرَبَت، فلما فعلوا ذلك وسمِعوا كلامهم، عرَفوا أن الإنس يخافون منهم كما يخاف الجن من الإنس، فرجعوا إليهم وزادوهم خوفًا وأصابوهم بالخبل والجنون، فالاستعاذة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا اللهُ شركٌ أكبر.