سؤال وجواب… ما هو أكبر الكبائر ؟

سؤال وجواب… ما هو أكبر الكبائر ؟

الشرك بالله من أكبر الكبائر، بل هو أكبرُها على الإطلاق؛ قال الله تعالى: ” يا ابن آدمَ، إنك ما دعوتَني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدمَ، لو بلغت ذنوبُك عَنان السماء، ثم استغفرتَني غفرتُ لك، يا ابن آدمَ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقرابها مغفرةً” رواه الترمذي، في هذا يتبين أن الشركَ من أكبر الكبائر، ولا ينفع معه عمل صالح، ولقد كان مدارُ القرآن المكي تقبيحَ الشرك، وذمَّه، وحربه بلا هوادة، والعمل على الدعوة إلى الإيمان بالله وحده، حتى إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر سواه في مكة، وسعى في دعوتِه لنيل الاعتراف بالتوحيد، والانسلاخ عن الشرك؛ لأنه إن تمَّ له ذلك، فإن المهتديَ إلى الله يقبَلُ بعدها كلَّ مطالب الإيمان.

وقصتُه مع أبي طالب توضِّحُ ذلك، ففي صحيح مسلم: “لَمَّا حضرت أبا طالبٍ الوفاةُ جاءه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهلٍ وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمةً أشهد لك بها عند الله”، فقال أبو جهلٍ وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالبٍ، أترغبُ عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعرِضُها عليه ويعيد تلك المقالة، حتى قال أبو طالبٍ آخر ما كلمهم: هو على ملَّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أما والله لأستغفرنَّ لك ما لَم أُنْهَ عنك”، فأنزل الله عز وجل: ” مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ” التوبة: 113، وأنزَل الله تعالى في أبي طالبٍ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” القصص: 56. وفي رواية أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعمِّه عند الموت: ” قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة، فأبى، فأنزَل الله تعالى: ” إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ” القصص: 56.