الخميس , 28 سبتمبر 2023

سؤال وجواب.. ما هو العجب ؟

 

العجب يختلف عن الكبر، فالكبر له ثلاثة أركان: متكبر، ومتكبر به، ومتكبر عليه، والعجب ليس له إلا ركنان اثنان: معجب ومعجب به فقط، ولكن العجب هو الدرجة الأولى في سلم الكبر فنعوذ بالله منهما. والعجب: هو استعظام النعمة والركون إليها، مع نسيان إضافتها إلى المنعم. والعجب أنواع: فمن الناس من يعجب بصحته وقوته، وتناسب أعضائه وحسن صورته، فليَعلم أن ذلك من نصيب الدود، وأن كل من عليها فان. ومن الناس: من يعجب بكثرة أولاده وأهله وعشيرته وهذا يكفيه قول الله تعالى ” يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ” عبس: 34 – 37.

ومن الناس: من يعجب بماله وغناه، فليقرأ قوله تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ” فاطر: 15، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ” متفق عليه. ومن الناس: من يعجب بعبادته، وهذا إنما أوتي من جهله؛ لأنه لا يدري أقبلت عبادته أم لا؟. ومن أراد أن يكسر العجب، فعليه بأربعة أشياء:

أولها: أن يرى التوفيق من الله تعالى، فإذا رأى التوفيق من الله تعالى، فإنه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه.

والثاني: أن ينظر إلى النعماء التي أنعم الله بها عليه، فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها واستقلَّ عمله، ولم يعجب به.

والثالث: أن يخاف ألا يتقبل منه، فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه.

والرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد قلَّ عجبُه، وكيف يُعجب المرء بعمله ولا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة؟! وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب.

الكاتب إسماعيل شعيب