سؤال وجواب… ما هو علاج الفتور؟

سؤال وجواب… ما هو علاج الفتور؟

الفتور من أشد الأمراض المعنوية، وتتأكد خطورته حينما لا يشعر الإنسان به، فيقضي عليه، كما تقضي الأعراض على أصحابها حينما لا يدركون خطورتها فيتساهلون في علاجها أول الأمر، فيصعب بعد ذلك تلافيها والقضاء عليها. والفتور طريق الضلال والانحراف غالبًا ، ذلك أن كثيرًا من المنحرفين بعد استقامة والتزام مروا بمرحلة الفتور قبل انحرافهم وضلالهم. ومن الوسائل المعينة على علاجه ما يلي:

أولاً: تعاهد الإيمان وتجديده: فتعاهد الإيمان وتجديده وقاية بإذن الله من كثير من الأمراض ومنها الفتور. ومن تعاهد الإيمان ذكر الله وأعظمه قراءة القرآن، ولذلك فعلى المسلم أن يكون له ورد يومي من القرآن، وليحذر أن يهجره فيدخل فيمن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم: ” وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ” الفرقان: 30.

ثانيًا: العلم: فالعلم الصحيح يزكي النفس ويدفعها للعمل، ومن العلم: “العلم بفضائل الأعمال”. مما يزيد في إيمان المسلم ويدفعه إلى العمل والإنتاج، ويبعد عنه الكسل والفتور، معرفة فضل العمل الذي يقوم به ومكانته الشرعية. ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام: ” وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ” الكهف: 68.

ثالثًا: الصبر: فطريق العلم والعبادة والدعوة طريق شاق وطويل، تحفه المصاعب والمشاق، والصبر هو: حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع أو عما يقتضيان حبسهما عنه، ” أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ” العنكبوت: 2، 3.

رابعا: الرفقة الصالحة: إن التزام المسلم بالرفقة الصالحة والوسط الطيب سبب للنجاة من كل شرور، ومن ذلك التراخي والفتور، عن أبي الدرداء مرفوعًا: “مَا مِنْ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ”. ونختم هذه الأسباب والوسائل المعينة على التخلص من الفتور والنجاة منه بوسيلة من أعظم الوسائل وأقواها تأثيرًا ألا وهي الدعاء ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ” غافر: 60.