هناك أُناس كُثُر عندما يدخلون إلى بيوتهم وبصحبتهم – من حيث لا يدرون – شياطين من الجن يدخلون معهم، ويشاركونهم المسكن والفراش والطعام والشراب. ولك أن تتصوَّرَ بيتًا مملوءًا بالشياطين، كيف سيكون حال أهله؟! وأي شيء ستُحدثه تلك الشياطين في البيت غير الشرور والوسوسة والأذى لأهل البيت، وزرع الشقاق والخصام، وإحداث الفزع والقلق والأرق وأذية الصغار قبل الكبار في صحوهم ونومهم، وفوق ذلك تمنع دخول الملائكة إلى البيت، وتقل البركة والرحمة من أهل البيت، وتغيب عنهم السكينة والسكن، وتزرع تلك الشياطين الخلاف بين الزوجين، وبين الأولاد، وبين الآباء والأولاد،
روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ”.
انظر كيف أن الشياطين تشارك الناس في بيوتهم؛ في مسكنهم ومرقدهم وطعامهم وشرابهم، وجاء الشرع المطهَّر ليُبيِّن لنا سبل الخلاص من شرور الشياطين، والسلامة من أذاهم، والنجاة من تسلُّطهم بأسهل الطرق، ودون كلفة أو تعب، ومن تلك الوسائل والطرق لمنع الشرور وتسلُّط الشياطين على بيوتنا ما يلي:
– ذكر الله تعالى عند الدخول إلى المنزل: “إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ…” رواه مسلم.
– إلقاء السلام عند الدخول إلى المنزل: وإلقاء السلام على أهل البيت بركة ورحمة، روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا بُنَيَّ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ، فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ”؛ لذا كان من الآداب لمن يدخل بيته أن يسلم، حتى لو لم يكن في البيت غيره؛ قال الله تعالى: ” فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ” النور: 61.
– قراءة القرآن: قال صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرَأ فيه سورة البقرة” رواه مسلم.