يقول الله جل في علاه عن خير البرية: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ” البينة 7، حيث ذكر الله تبارك وتعالى في هذه الآية حال المؤمنين الذين آمنوا بقلوبهم، وعكست أبدانهم آثار قيامهم بالأعمال الصالحة، وهم بذلك خير البرية، وقد استدل من هذه الآية على تفضيل المؤمنين من أهل البرية على المخلوقات الأخرى، وعلى الملائكة أيضاً، وقد تكون الجماعة خير البرية من منظور التعميم، أو أنهم خير برية عصرهم. يقوم خير البرية بالأعمال الصالحة دائماً، والتي تتمثل بأي جهد يُقدّم في سبيل الله، والمال المبذول في طاعته، والنصيحة المقدمة لوجهه تبارك وتعالى، بالإضافة إلى الإخلاص له، ويكون العمل الصالح عطاءً، وعملاً إيجابياً، كما أنّه حجم المؤمن عند ربه، حيث يقول الله تعالى: “وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا” الأنعام 132، فالعمل الصالح هو السبيل الوحيد الذي يفيد الإنسان بعد مماته، حيث لا يأخذ المرء من دنياه سوى عمله، فإن كان عمله كريماً أكرمه، أما إن كان عمله لئيماً أسلمه، وهذا يعني أنه لا قيمة للإيمان بلا عمل. ويمكن أن يصبح الإنسان من خير ما برأ الله من خلال القيام بعدّة أمور، ومنها ما يأتي:
– الإيمان بالله تعالى.
– الاستقامة.
– العمل الصالح والتعلق بالله وحده، فهو الذي يقذف في قلب المؤمن نوراً يجعله يرى الحق حقاً ويتبعه، ويريه الباطل باطلاً ويبعده عنه.