المتتبع للسيارات بمختلف أنواعها وخاصة الحاملة لترقيم جديد، يلاحظ أن أصحابها يضعون في الزجاج الخلفي لها علامة 80، ليس لأنهم جدد في السياقة بل هي خطوة احترازية لحماية سياراتهم من الصدامات مع المركبات أثناء السير، رغم أن ذلك يتنافى مع قانون المرور الذي يسمح بوضع هذه العلامة للسائقين الجدد فقط على أن لا تتجاوز المدة سنتين.
تنص المادة 25 من المرسوم التنفيذي رقم 04/381 الخاصة بتنظيم المرور، أنه على كل سائق حائز على رخصة سياقة أقل من سنتين إلصاق إشارة 80 السرعة المحددة في الجهة الخلفية للسيارة؛ جهة السائق، ولا يمكن أن يتجاوز السائق سرعة 80 كلم /سا لمدة عامين منذ الحصول على الرخصة، وهي تعليمات وجهها القانون لفئة محددة وهي المتخرجين الجدد من مدارس السياقة ممن لم يمر بعد على تاريخ حصولهم على الرخص سنتين، إلا أن ما نلاحظه اليوم أن هذه العلامة أصبحت لا ترتبط بهذه الشريحة، بل توسعت دائرة مستعمليها خاصة من يملك منها سيارات جديدة، تكون لهم وسيلة لإبعاد السيارات عن الاحتكاك بهم كونهم سائقين جدد وهدفهم الأول هو حماية مركباتهم من حوادث فجائية.
إجراء تبناه الكثيرون وغض الطرف عنه أصحاب القرار
ونحن في محطة بيع الوقود التقينا بالسيد نور الدين وهو موظف سامي بالدولة أين كانت لنا دردشة معه حول هذا الموضوع بعد لاحظنا سيارته التي تحمل ترقيم 2013، في زجاجها الخلفي علامة 80 وبعد دردشة معه رد ضاحكا “لا أريد لسيارتي أن يصدمها أحد المتهورين”. واسترسل بالقول، أن علامة 80 في الجزائر ليست مجرد إشارة للمبتدئين في القيادة، وإنما هي أيضا محل سخرية من قبل السائقين المتمكنين جيدا من هذه الأخيرة، فبمجرد أن يشاهدوا سيارة بها هذه العلامة يبتعدون خوفا من ملامستها لسياراتهم في اعتقاد راسخ منهم أن صاحبها لا يتقن السياقة، كما ينزعجون منه عندما يسير في الجهة اليمنى على اعتبار أن مكانه الجهة اليسرى فقط. معتقد قال عنه السيد نور الدين، أنه استثمره عندما اشترى سيارته الجديدة وفعلا وجد الناس يعاملونه كأنه سائق جديد رغم أنه يقود السيارة منذ 25 سنة، وحتى هو أصبح يمثل ذلك لإبعادهم عنه وسيارته اليوم تدخل عامها الأول دون إصابتها بخدوش، وهو نفس الرأي الذي ذهبت إليه السيد فتيحة التي تحمل سيارتها ترقيم 2012 تقول أنها منذ سنتين وهي تضع هذه العلامة، على الرغم من أنها لها خبرة 10 سنوات في السياقة، وبررت تصرفها بالقول “الشعب يحڤر المرأة” وتوصلت لذلك حسبها بحكم التجربة، لا يهم ما يقولون عنها ووصفها سياقتها بالضعيفة بقدر مايهمها أن تحمي سيارتها من الحوادث لان العلامة التي تضعها تردع السائقين نوعا ما خاصة المتهورين. ظاهرة قال عنها مصدر أمني لـ”الموعد اليومي” أنها تزايدت فعلا، وهي يُفترض أنها تجاوز للقوانين خاصة وأن وضع هذه العلامة مربوطة بمدة وظروف معينة مذكورة في المادة المذكورة سابقا، وتحدث ذات المسؤول عن إجراءات يتم التحضير لها لتقنين هذه العملية أكثر بالتضييق على مستعملها إلا في الضرورة، إلا أنه اعترف في المقابل أن القرار لن يكون سهلا ويحتاج إلى إرادة سياسية والى ضرورة سن قوانين إضافية تلزم المخالفين على دفع غرامات، بمثل الصرامة التي اتخذت بسبب إلزامية حزام الأمن. من جهته، ذكر زيد الدين عودية، عضو بالاتحادية الوطنية لمدارس السياقة، أن القانون صريح في مثل هذا، وحتى هم أثناء تكوينهم للطلبة يوضحون لهم ذلك، ولاحظوا خلال السنوات الأخيرة تزايد مستعملي هذه العلامة بالرغم من تجاوزهم السنوات المحددة لذلك وهنا حمّل المتحدث السلطات مسؤولية ما يحدث وطالبها بضرورة التدخل لسن قوانين رادعة لمنع مثل هذه التجاوزات.
ق.م