قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن ليبيا -وليست سوريا- هي التي يبدو أن واشنطن وموسكو ستؤسسان نظامهما العالمي الجديد عليها، موضحا أن ما يحدث في ليبيا وغيرها سيحدده تطور العلاقات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت الصحيفة إن تشكيل النظام العالمي الجديد سيتم بشكل رئيسي بين ترمب وبوتين، مع وجود اللاعبين الآخرين على الهامش الآن وتهميشهم أكثر وأكثر بمرور الوقت.وأوردت الصحيفة البريطانية أن ليبيا أصبحت المصدّر الرئيسي لمشكلة اللاجئين إلى أوروبا، بالإضافة إلى أنها أصبحت مكانا لا يحكمه قانون، وأن تنظيم داعش الارهابي أسس فيه قاعدته الرئيسية لتنفيذ هجمات بالمغرب العربي.ومع انقسام القوى الليبية الرئيسية بين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر شرق البلاد وحكومة فايز السراج بطرابلس في الغرب وغيرهما، نجد أن روسيا انحازت للطرف الأول بينما انحازت أوروبا للثاني.ويقول مقال الصحيفة إن حكومة السراج لديها أراضٍ وقوة أقل مقارنة بما لدى حفتر الذي يحدوه أمل كبير في الحصول على دعم أميركا وتأييدها أيضا، كما أن فريق ترمب بدأ يناقش خيار حفتر. ونقلت عن أحد المسؤولين الأميركيين قوله إن ليبيا أصبحت تسودها الفوضى وهناك داعش تسرح وتمرح، وإذا أثبت حفتر أنه فعّال فسيكون هو خيار أميركا.وحاول المسؤولون في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي إقناع حفتر بالتوصل لاتفاق بينه وحكومة السراج على أن يحتفظ بالقيادة العسكرية، لكن هذه المحاولات قد انتهت إلى الفشل.من جهته أكد رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج، أنه لايزال يمد يده لـ”جميع الأطراف للحوار والتصالح والتسامح”.وقال السراج فى كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 17 فبراير إن المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق بعد مرور عام من بدء عمله فى العاصمة طرابلس ورغم كل الضغوط التى تعرض لها لم يوفر جهداً على انجاح الوفاق بين كل الليبيين، مضيفاً بـأنه حرص على إلا يكون طرفاً بالتجاذبات السياسية والصراعات العسكرية بين ابناء البلد الواحد.وأضاف أنه لن يرضخ لما وصفها بـالضغوط التى تمارس عليه من أجل تمرير أفكار ومقترحات تحمل فى طياتها صبغة الانقسام والمصالح الجهوية والحزبية الضيقة وتقدم مبرراً لمزيد من الفرقة والانقسام وأضاف رئيس المجلس الرئاسى قائلاً إن الامثلة على انتهاجنا منهج التوافق والحرص عليه كثيرة ومتعددة غير أن ما حدث مؤخراً من تعنت بعض الاطراف ورفضهم الجلوس على طاولة الحوار والعمل على اخراج البلاد من حال الفوضى والانكسار لن يزيد إلا من تباعد الليبيين والشقاق بينهم والرابح فيها خاسر”. كما دعا رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، فى كلمته بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 17 فبراير الليبيين إلى فتح قلوبهم لمصالحة وطنية حقيقية ينصف فيها المظلوم ويجبر فيها الضرر ويعود المشردين والمهجرين الى ديارهم ويطلق سراح المعتقلين، وإعادة بناء الدولة لوضع حد لسفك الدماء والبحث عن نقطة التلاقى ليجتمع كل الليبيين حولها واختيار النظام السياسى والاقتصادى الذى يريدونه.من جانب اخر قال المبعوث العربي إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي إنه كان لديه أمل بأن يتم اللقاء بين رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، مُثْنيا على الدور المصري الذي قاد إلى تقدم مهم وحقيقيس على طريق ل نهائي في ليبيا، كاشفا عن أنه سيتوجه قريبا إلى ليبيا، علما أنها ستكون المرة الأولى التي يتوجه بها المبعوث العربي إلى ليبيا منذ تعيينه.يذكر انه في إطار المساعي الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا، وإثر مشاورات بين وزراء خارجية كل من تونس والجزائر ومصر تقرر تقديم موعد الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي كان من المقرر عقده يوم 1 مارس 2017 بتونس، إلى يومي الأحد 19 والاثنين 20 فبراير2017. وسيتطرق الاجتماع الوزاري الذي سيعقد اليوم الأحد 19 فبراير بمقر وزارة الشؤون الخارجية التونسية ، إلى نتائج الاتصالات والمباحثات التي أجرتها الدول الثلاث مع مختلف مكونات المشهد السياسي الليبي بهدف تقريب وجهات النظر بينهم ووضع أسس حل سياسي توافقي للأزمة التي يمر بها هذا البلد الشقيق، وتهيئة الظروف الملائمة لجمع الفرقاء الليبيين إلى طاولة الحوار.