فاجأ الكوميدي الشاب، سفيان داودي، ، جمهور متابعي برنامج “رانا هنا” لمقدمه، ماسين حامية، حيث كشف عن وجهه الحقيقي، دون أن يتموه بشخصية “الحاجة توحة التي اعتاد عليها الجزائريون وأحبوها بقوة، حيث لم يتوقف سفيان عن تقبيل جبة الحاجة “توحة”، وردية اللون وهو يبكي بحرقة.
ولقد أثّر هذا الموقف في المشاهدين والجمهور الحاضر على بلاطو الحصة التلفزيونية وضيوف الشرف المدعوين للتفاعل مع مقدم البرنامج، والذي قال إن لهذا اللباس حكاية وسرا نرجو أن يخبرا سفيان داودي به، ثم أعطى له الكلمة فقال الممثل بنبرة غلبها الاختناق من فرط البكاء “أنا يوسف داودي ممثل كوميدي وأعرف بدور الحاجة توحة، وإن هذا الدور ليس عفويا فأنا أقبلها لأنها لأمي الغالية رحمها الله”.
وأضاف داودي قائلا: “ما وقع اختياري على أداء دور امرأة عجوز إلا لتذكّر أمي الحنون التي كنت جد قريب منها، وحتى إخوتي وبقية أفراد العائلة يتذكرونها ويشتد فرحهم وشوقهم لها في نفس الوقت بمجرد رؤية سكاتشاتي وأعمالي التمثيلية”.
وليس داودي أو “الحاجة توحة”، الشخصية الأنثوية العجوز الوحيدة التي يقدمها ممثلون رجال، حيث توجد، الحاجة زازا، التي يقدمها الفنان الممثل البارع، مصطفى زازا، ابن مدينة تلمسان، والذي يؤدي دور امرأة طاعنة في السن، وقد جمعت بين حكمة الجدات المكتسبة من خبرة الحياة وبين خفة الشباب وحب للمغامرة، مستخدمة ألفاظ الخارج.
أما أشهر وأول وأقدم ممثل جزائري عرف بتقديم دور امرأة عجوز هو، الممثل القدير، حمزة فغولي، المعروف بــ “ماما مسعودة”، دون نسيان دور “لابرانتي” في فيلم “عطلة المفتش الطاهر”، حيث قدم فقيد التلفزيون والمسرح والفن الجزائري بصفة عامة، دور منظفة بالفندق للتحقيق في قضية شائكة اتخذت بعدا دوليا.
وأخيرا، من المؤكد أن دور المرأة المقدم من طرف ممثلين لم يكن دوما ذا طابع فكاهي، فتقمص بعض الممثلين الكبار لدور المرأة الجزائرية، كان إبرازا لدورها الفعال والبطولي الأساسي الذي لعبته المرأة الجزائرية، إبان ثورة التحرير الوطني للدفاع عن وطنها في سبيل الله، والذي من المستحيل التخلي عنه، حيث تقمص الممثل الراحل العملاق سيدعلي كويرات، حين تموه بحايك وعجار “نقاب”، لتمويه العدو وإدخال السلاح وتمريره على حواجز المستعمر.