سنريهم آياتنا في الأفاق

  سنريهم آياتنا في الأفاق

من معجزات النبيُّ صلى الله عليه وسلم – رحلة الإسراء والمعراج –

يكاد يجمع العلماء المحققون على أن الإسراء والمعراج كانا بعد البعثة المحمدية، وأنهما كانا في اليقظة لا في المنام، وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أثراً عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما يشهد لذلك قالا: “ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر”. فالإسراء والمعراج ذروة التكريم للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موجة البلاء التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم، وليعلم كل مسلم أن لهذه المعجزة أهدافاً منها :

– إتاحة الفرصة للنبي صلى الله عليه وسلم ليطلع على مظاهر قدرة الله عز وجل وليتأمل آثار رحمات الله سبحانه ليمتلئ قلبه ثقة فيه واستناداً إليه.

– توطئة لرحلة الهجرة ولأعظم مواجهة في التاريخ بين الإسلام والكفر والضلال.

– معاينة الغيب الذي يبلغه للناس وهذه التي طلبها إبراهيم عندما قال ” رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ” البقرة: 260، لكنها كانت دعوة للنبي من ربه لمعاينة ذلك الغيب كرؤية الجنة والنار وما فيهما من نماذج للنعيم والعذاب.

– الحكمة من الإسراء ” لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ” الإسراء: 1، والحكمة من المعراج ” لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ” النجم: 18، وفي الإسراء والمعراج أسرار ودروس وعبر .

– الامتحان والتمحيص لضعاف الإيمان والتثبيت للمؤمنين: كانت امتحانا واختبارا لذوي الإيمان، هل يصدقون؟ أم يترددون؟ قال تعالى: ” أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ” العنكبوت: 2، 3، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدماً على مرحلة جديدة “الهجرة” ويريد أن يبنى فيها دولة قوية متماسكة برجال أقوياء في إيمانهم، أشداء في صبرهم، فجعل الله رحلة الإسراء اختباراً وتمحيصاً، ليخلص الصف من الضعاف المترددين الذين في قلوبهم مرض، ويثبت المؤمنون الأقوياء الخلص الذين لمسوا إيمانا صدق نبيهم بعد أن لمسوه تصديقاً.