اتجه اهتمام الشباب مؤخرا إلى احتراف صناعة العجائن بأنواعها بعد عزوف النساء ـ على حد قولهم – عن العجن لعدة اعتبارات، أهمها الخروج للعمل، وبحكم أنه نشاط تجاري سهل ومربح، اعتبره أغلب الممارسين له وسيلة للتخلص من البطالة .. “المحاجب سخونين”.. “المطلوع” و”خبز الدار”.. الحلويات التقليدية مثل “المبرجة” هي عناوين لمحلات استحدثت مؤخرا، وعلى الرغم من صغر مساحتها، بل وضيقها في بعض الأحيان، إلا أن إقبال المواطنين عليها، بما في ذلك الأطفال كبير.
لا شك في ان الاكلات التقليدية لديها شعبية كبيرة، لدى اوساط المجتمع الجزائري من مختلف الفئات و الشرائح، حيث يفضل الجميع تناول هذه الوجبات التي تبدع ربات البيوت في تحضيرها، و من اشهرها “المحاجب” و “الفطير” لكن في الاونة الاخيرة اصبح هناك منافس قوي للمراة في طهيهما، حيث ذاع صيت العديد من الرجال الذين تميزوا في صنع المحاجب و الفطير، و صارت محلاتهم قبلة الكثير من الزبائن في ظل الانتشار الكبير لمحلات “الفاست فود”، التي بدات تفقد شهرتها في ظل منافسة المحاجب و الفطير لهذه الوجبات السريعة، تجولت الموعد اليومي في بعض شوارع العاصمة لرصد اراء اصحاب المهنة و المواطنين حول هذه الظاهرة الجديدة.
محاجب بطعم مميز.. سر المهنة
اردنا ان نبدا جولتنا من بلديات العاصمة، فمررنا ببلدية الجزائر الوسطى، بلوزداد و سيدي امحمد، كانت الساعة تشير الى منتصف النهار حيث اكتضت الشوارع بالمواطنين من عمال و طلاب خرجوا من اجل تناول وجبة الفطور، و لاحظنا ان المحلات التي تشهد اقبالا كبيرا للزبائن هي التي تبيع المحاجب، الوجبة الاكثر شعبية لدى الجميع حيث تفضلها كل فئات المجتمع، و الاغرب ان طهاة هذه الوجبة هم رجال تميزوا بصنع المحاجب و صاروا ينافسون النساء، حيث اصبحت لديهم شهرة كبيرة جعلتهم يجذبون عدد كبير من الزبائن الذين باتوا اوفياء لهم، ففي حديث متصل لـ “الموعد اليومي” مع بعض رواد هاته المحلات، قال هؤلاء ان وجبة المحاجب مفضلة لدى الجميع خاصة و ان صانعوها من الرجال تميزوا في طبخها و وضعوا بصمتهم فيها، و اضاف اخرون انهم زبائن اوفياء لدى محلات بيع المحاجب و دائمي التردد عليها عند حلول وقت الفطور.
ايادي رجالية تصنع الفطير
و في نفس المحلات التي تبيع المحاجب، يعرض اصحابها ايضا الفطير الذب يعد الخبز الرئيسي لدى العديد من العائلات، و الذي يشهد اقبالا كبيرا للزبائن الذين يفضلون اكلها مع اللبن او الرائب كما تطلى ايضا بالجبن، و قال محبي الفطير في حديثهم لـ “الموعد اليومي” ان ايادي صانعيها من الرجال ابدعت فيها، و صارت الفطير وجبتهم المفضلة في الفطور الصباحي او فطور منتصف النهار، كما اضاف زبائن اخرون انهم لا يستطيعون مقاومة رائحة الفطير المنبعثة من المحلات فيجدون انفسهم يقبلون على شرائها يوميا.
تراجع الاقبال على وجبات الفاست فود فسح المجال امام الفطير و المحاجب
في حديث مع العديد من طهاة المحاجب و الفطير، اجمع هؤلاء ان تراجع الاقبال على وجبات الاكل السريع ساهم بشكل كبير في شهرة الفطير و المحاجب، و تعود الاسباب الى وعي المواطنين الذين وجدوا في وجبات الفاست فود اسرافا لاموالهم، نتيجة للاسعار العالية التي تعرفها هذه الاكلات مع انها لا تشبع و لا ترضي الزبائن حيث يصل الحد الادنى لها 150 دج، اضافة الى الخطر الكبير الذي يهدد صحة المواطنين بسبب ما تحمله هذه الوجبات من سموم و زيوت تحمل نسبة كبيرة من الكوليسترول، الى جانب هذا عدم تقيد محلات الفاست فود بمعايير النظافة و الصحة، مما يؤدي الى تشكيل خطر على صحة الزبائن الذين لم تعد الوجبات السريعة تستهويهم كما كانت في السابق، الامر الذي جعلهم يقبلون بشكل كبير على الاكلات التقليدية و اهمها المحاجب و الفطير، خاصة و انها لا تستغرق وقتا طويلا في طهيها، حيث لا ينتظر الزبون سوى بضع ثوان من اجل التحصل عليها، الى جانب هذا توفر العديد من المحلات لزبائنها مقاعد و طاولات لتناول وجبتهم كما تفعل محلات الاكل السريع.
ق.م