يتفاجأ مالكوا المواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، برسائل أحيانا تحمل مجلدات، أصحابها أجانب يروون قصص اجتماعية مؤثرة كإصابتهم بأمراض خطيرة، وسيموتون بعد مدة قصيرة، ولهم ثروة يريدون لصاحب الموقع أن يستلمها بعد وفاتهم المزعومة ويوزعها على المحتاجين، ليقع المعني في الفخ فيرسل حسابه البريدي ومن ثمة تجد هذه الشبكات ملاذها في تحويل أمولها إليها بسهولة.
فالرسائل القادمة من وجهات مجهولة تحمل أسماء متعددة كـ”جاك ميشال”، “جون فيري”، “إليزابيث” وغيرها من الأسماء التي توحي أن صاحبها هو شخص حقيقي يتواصل مع غيره مثل باقي المنخرطين في شبكات التواصل الاجتماعي، ويحاول القائمين على هذه الشبكات استدراج ضحاياهم برسائل إنسانية للتأثير على المتلقي، كرسالة استلمها عدد مهم مصدرها سيدة بجنوب إفريقيا تملك ثروة طائلة بين أموال في البنك وعقارات، واكتشف مؤخرا الأطباء أنها تعاني من سرطان وستموت بعد أيام، فقررت إيجاد شخص تثق به وتستأمنه على ثروتها وتحول له كل ممتلكاتها حتى يتصرف فيها بعد وفاتها؛ بتوزيعها على الفقراء ودور الأيتام، وتضمنت الرسالة أنها اطلعت على كثير من المواقع واستوقفها موقع المعني لما له من مؤشرات أن صاحبه شخص ملتزم وله أخلاق وبإمكانه تأدية الأمانة، كل هذه المقدمات تمهد لطلب صاحب الرسالة من “فريسته” رقم حسابه البريدي لإرسال الأموال المزعومة، لتختلف ردة فعل الأشخاص، رغم أن الكثير منهم ينساق وراء هذه المغريات ويسارع لإرسال حسابه البريد، ليكتشف بعد مدة أنه وقع في فخ بعد أن يصطدم بسحب كل فلس يودعه بالحساب، يضطر بعدها لتجميد حسابه وفتح حساب جديد.
العزف على الوتر الإنساني لجني الربح المادي
وغير هذه القصص كثير وكلها تعزف على الوتر الحساس وهو الجانب الإنساني للأشخاص، أين ترسل أحيانا صورا مؤلمة وفيديوهات تصور المعاناة مع المرض وتعرض وثائق مزورة كدليل على ملكية المعني لعقارات مهمة، وتعمل هذه الشبكات على تنويع قصصها الوهمية وتلجأ إلى انتحال أسماء شخصيات عالمية كبيل غيتس، وأوبرا ونفري، وغيرها من الشخصيات العالمية التي تثير فضول المرسل إليه وتحظى بثقته.
المختصون في مجال الإعلام الآلي يحذرون
لمعرفة خبايا هذه الظاهرة قصدنا مقهى أنترنت بالعاصمة يديره، السيد مراد مهندس في الإعلام الآلي، أين أكد لنا على تزايد هذه الظاهرة، حيث يطلب منه زبائنه الذين يترددون يوميا على المحل تفسيرات عن هذه الأخيرة ويقدم لهم نصائح لتفادي التورط مع مثل هذه الشبكات، التي قال عنها مراد، أنها تنحدر من إفريقيا وهي المختصة أيضا في ترويج المخدرات ، واتخذت في السنوات الأخيرة حيل جديدة لاستدراج ضحاياها ولها فروع في مختلف دول العالم، وحذر ذات المسؤول من التورط مع هذه الشبكات التي لها أهداف لا أخلاقية، ونصح بعدم التعامل مالياً مع أي شخص غريب عبر الإنترنت مالم يكن جهة موثوقة أو شركة مرخصة وعدم إعطاء البيانات الحساسة مثل البيانات الشخصية، وعدم كتابة الإيميل في المنتديات على الملأ، لوجود أشخاص يجمعون هذه الإيميلات كبرامج خاصة تمشط المواقع ومن ثم يبيعونها او يستخدمونها في النصب أو السرقة.
ق.م