صفة من صفات الأنبياء

صفة من صفات الأنبياء

الثقة بالله صفة من صفات الأنبياء، فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام حينما أُلْقِي في النار كان على ثِقة عظيمة بالله؛ حيث قال: “حسبنا الله ونِعم الوكيل”، فكفَاه الله شرَّ ما أرادوا به من كيْدٍ، وحَفِظه من أن تُصيبه النار بسوء؛ قال تعالى ” قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ” الأنبياء: 69. ولَمَّا فرَّ نبيُّنا عليه الصلاة والسلام من الكفار فدخَل الغار، فحَفِظ الله نبيَّه من كيْد الكفار، وحرَسه بعينه التي لا تنام؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ أبا بكر الصديق حدَّثه، قال: نظرتُ إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله، لو أنَّ أحدَهم نظَر إلى قَدَميه، لأبصرنا تحت قدَميه، فقال: “يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما” رواه مسلم. إنها ثقة الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم العظيمة بالله، ولذلك خاف أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يُصاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بأذًى، فردَّ عليه بلسان الواثق بوعْد الله: ” لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” التوبة: 40، وفِعْلاً كان الله مع نبيِّه عليه الصلاة والسلام فحَفِظه وأيَّده ونصَره، وجعَل العاقبة له ولأتْباعه من المؤمنين والمؤمنات. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “حسبنا الله ونعم الوكيل، قالَها إبراهيم عليه السلام حين أُلْقِي في النار، وقالَها محمد صلَّى الله عليه وسلَّم حين قالوا: ” إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ” آل عمران: 173؛ رواه البخاري. ففي هذه الأوقات العصيبة والحرِجة كان حبيبا الرحمن إبراهيم ومحمد عليهما السلام في ثقة عظيمة بالله. والثقة أيضًا صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ: “ثلاث خصال من صفة الأولياء: الثقة بالله في كلِّ شيء، والغِنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء”. فكن واثقًا بأن الله سيحفظك ويرعاك، ما دُمت حافظًا لحدوده؛ ممتثلاً لأوامره، مجتنبًا لنواهيه، فها هو عليه الصلاة والسلام يوصي ابن عباس رضي الله عنهما بوصيَّة عامة له وللأمة جميعًا، فيقول له: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك” رواه الترمذي.

 

موقع إسلام أون لاين