كل شيء هنا رائع ومذهل، مياه معدنية ساخنة، وتضاريس بتشكيلات غاية في الجمال والروعة، وتنوعها الشكلي واللوني، القادم إلى هذا المكان يتملكه شعور ممزوج بين الرهبة والتبصر بالخلق الرباني والإعجاب
بالتشكّل الأولي لكوكب الأرض… لهذا المكان جاذبية خاصّة وسكينة فريدة من نوعها، تدعو الباحثين عن الطبيعة العذراء لزيارتها وعدم تضييع فرصة التعرّف على عين ورقة بولاية النعامة.
يقع حمام ورقة الشهير ببلدية عسلة التي تبعد عن مقر ولاية النعامة بـ 50 كلم، وتعتبر قرية عين ورقة من أكبر مناطق التوسع السياحي الثلاث شساعة بالولاية، إذ تتربع على مساحة 340 ألف هكتار، وهي منطقة تتميز بمرتفعاتها الجبلية و سهوبها التي تتوفر على منتوج معتبر من الحلفاء وأنواع الأعشاب الطبية الأخرى، كالشيح وغيره.
عين ورقة.. محطة الراحة والاستجمام
تكتسي محطة عين ورقة المعدنية أهمية بالغة في مجال الاستشفاء والسياحة، ولهذا يبقى هذا المصدر الحموي من الرهانات الكبرى لإنعاش الحقل السياحي في المنطقة، خاصة وأن طاقة استيعابه تصل إلى 320 زائر يوميا على الرغم من النقص المسجل في وسائل الاستقبال والراحة، حيث يوجد به بيت للشباب وبنغالوهات تفتقد للأفرشة ووسائل الطبخ، إضافة إلى غياب المحلات التجارية والماء الشروب داخل حجرات الإقامة.
.. وللباحثين عن الصحة نصيبهم من حمام عين ورقة
كما تستقبل المحطة المعدنية لقرية عين ورقة السياحية، عشرات الزوار ممن يعانون من أمراض المفاصل والعظام ويبحثون عن التداوي والعلاج بمياه المحطة الساخنة، ومن أجل ذلك أدرجت عدة عمليات لحماية وترقية الموقع السياحي عين ورقة ببلدية عسلة، جنوب ولاية النعامة، من أجل توفير ظروف ملائمة لجلب المستثمرين نحوها، حسب ما أفادت به مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية، وتماشيا مع الطابع السياحي للمنطقة، تم إنجاز مركز للراحة والاستجمام لشريحة المجاهدين بهذه القرية، يتوفر على كافة المرافق الخدماتية وقاعات وأحواض للتنشيط الحركي والتطبيب باستعمال المياه المعدنية الساخنة.
دراسة تقنية لترقية الموقع والنهوض به
هذا، واستفادت تلك المنطقة التي تتوفر على خامات سياحية هامة، إضافة إلى كونها منبعا حمويا يستقطب أعدادا معتبرة من الزوار والسياح، من إعداد دراسة تقنية لترقية هذا الموقع السياحي من خلال تهيئة الأرضية وإنشاء مساحات خضراء به، بالإضافة إلى ربطه بشبكة قنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وكذا تهيئة المسالك المؤدية إلى هذا الموقع، وتهدف هذه الدراسة إلى توفير آليات الاستقطاب السياحي لموقع عين ورقة واستغلال ما يتوفر عليه المكان من إمكانيات طبيعية، لاسيما منابع المياه الحارة التي تستعمل في التداوي والعلاج والفضاءات المحيطة به، كالبحيرة القارية التي تأوي مختلف الطيور الماكثة والمهاجرة، والغابة المتحجرة ومحطات النقوش الصخرية والمغارات وجبال الملح والغاسول، وسلسلة من المتحجرات التي تشهد على حقب زمنية قديمة.
وهناك دراسة تقنية متخصصة أخرى ستساهم في حماية موقع عين ورقة السياحي ومحطة الرسومات الصخرية الموجودة هناك، وهو المشروع المندرج في إطار تحديد الأوعية العقارية الموجهة للمستثمرين، والتي ستتكفل بتسييرها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية من أجل ترقية وحماية خمسة مواقع سياحية بالولاية، وهي عين ورقة وحوض الدايرة و رويس الجير ومكثر وسيدي بوجمعة.
مشاريع جوارية لترقية السياحة بالمنطقة
من جانب آخر، ولتسهيل التنقل من بلدية عسلة إلى منطقة عين ورقة، فقد جرى تزفيت وإزالة النقاط السوداء على مستوى الطريق الرابط بينهما والممتد على مسافة 24 كلم، فضلا عن تسجيل عملية لتزويد قرية عين ورقة بشبكة الألياف البصرية لربطها بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، علاوة على تسجيل مشاريع جوارية لفائدة المرأة الريفية وفلاحي المنطقة لمساعدتهم على مزاولة نشاطهم.
أهم محطات الطيور المهاجرة.. في انتظار تفعيل اتفاقية رامسار
كما يوجد بحمام عين ورقة بحيرة كبيرة بها أنواع متعددة من الأسماك والطيور، أضحت في الآونة الأخيرة مهددة بالانقراض بسبب مياه الصرف الصحي والزراعي الواردة إلى بحيرة عين ورقة، من ملوثات مختلفة ناتجة عن الأسمدة والمبيدات الكيميائية ومياه الصرف الصحي لقرية عين ورقة المجاورة، مما أدى إلى تلوث هذه البحيرة وتحولها من ملاحة إلى بحيرة مغمورة بالمياه القذرة على مدار العام، وهو ما قد يقضي بشكل كامل على التنوع الحيوي الهام بكل عناصره، حيث تموت الأسماك والنباتات وتغادر الطيور المستوطنة، وللأسف هذه المنطقة معلنة محمية للنباتات والطيور، وعليه وجب تفعيل أكبر لاتفاقية رامسار الدولية في موقع بحيرة عين ورقة وواحتي مغرار وتيوت والمناطق الرطبة الأخرى والاستفادة من الخدمات والخبرات والدعم الفني والمادي الذي تقدمه هذه الاتفاقية في سبيل حماية المناطق الرطبة والحفاظ عليها وتحقيق التنمية المستدامة فيها، حيث أكدت الجمعيات الإيكولوجية الناشطة في المنطقة أيضا على أهمية القيام بدراسات لتقييم التأثير البيئي لكل المشاريع التي تقام في المناطق السياحية أو قرب المحميات التي تعيش بها وحصر أنواع النباتات والأعشاب الطبية والأشجار والحيوانات البرية والطيور، مع تشديد الرقابة على تأثير الأنشطة الضارة لهذا الرصيد البيولوجي، مثل الصيد والتلوث وتسطير مشاريع استثمارية لترقية وتشجيع السياحة البيئية التي تعتمد أساسا على الطبيعة وعناصرها الإيكولوجية، وتقوم هاته الجمعيات بأنشطة عديدة تستهدف زيادة الوعي البيئي في أوساط التلاميذ وداخل المدارس وتشجيع الجهود الرامية إلى حماية المحيط البيئي وخصائصه ومكوناته.
وجدير بالذكر أن المنطقة الرطبة بـ “عين ورقة”، التي صنفت منذ أفريل 2003 تعتبر بأنها واحدة من المحطات الهامة للطيور المهاجرة التي تأتي من أوروبا وآسيا إلى إفريقيا في فصل الخريف والشتاء، لتعود إلى المناطق التي أتت منها في فصلي الربيع والصيف، ويقدر المختصون في علوم البيولوجيا والطيور والناشطون في مجال حمايتها أنواع الطيور التي تتخذ من المنطقة الرطبة لـ “عين ورقة” محطة لها للاستراحة أو للتكاثر بأكثر من مائة نوع، حيث تمثل الطيور الجارحة وفي مقدمتها الصقور أهم أنواع الطيور المهاجرة التي تتخذ من المنطقة الرطبة محطة للاستراحة والحصول على حاجتها من الغذاء.
صيد الطيور … خطر يهدد الطيور المهاجرة
كانت المنطقة قبل فترات الجفاف للعشريتين الماضيتين تعد بيئة ملائمة لتعشيش وتكاثر أنواع أخرى من الطيور، غير أن تنامي ظاهرة صيد أنواع من الطيور المهاجرة من قبل البعض في مواسم هجرتها في هذه المنطقة، أدى إلى انقراض أنواع نادرة منها وخلق بيئة غير آمنة لها في هذه المنطقة.
فضلا عن هذا يوجد بالمنطقة جبل مشهور بطبقاته الجيولوجية ذات الشكل العمودي والألوان المتغيرة تبعا لتغيرات الشدة الضوئية وبه كهوف بها طبقات ملحية كبيرة جدا تستعمل للاستهلاك المحلي، كما تشحن لبيعها إلى موالي الولاية بأسعار لا تتعدى 1500 د.ج للقنطار، وتستقطب هذه المحطة في فصل الشتاء وباقي الفصول آلاف الزوار ممن يعانون من أمراض المفاصل والعظام ويبحثون عن العلاج بالمياه الساخنة.
“اللي بغى الهنا يجي هنا”
ومن الأعمال الخدماتية المنجزة مؤخرا توفير الهاتف ضمن مختلف الشبكات ـ قاعة العلاج ـ شبكة المياه الشروب والصرف الصحي ـ وتهيئة الممرات والطرق الفرعية، ورغم تخصيص ما يفوق 150 مليون دينار جزائري لتهيئة وتوسيع الطريق الوطني رقم 47 على مسافة 24 كلم، إلا أن هذا المعبر يظل ضيقا وغير قادر على ضمان يسر الحركة لدى المركبات، مما يتطلب إعطاء عناية خاصة لهذه القرية السياحية التي يتطلع ساكنوها ترقيتها إلى مصاف بلدية حتى تنطلق بها ورشات التنمية، ويأخذ هذا المرفق الحموي مكانته ويستقطب طالبي الراحة والاستجمام والعلاج لما حباها الله بمكنونات علاجية ومناظر خلابة قلما تجدها تريح المغبون وتعيد الأمل المشرق لكل الزائرين أو كما قال أحد شيوخ القرية “اللي بغى الهنا يجي هنا”.
مساع تنموية جادة لتطوير الموقع
أدرجت عدة عمليات لحماية وترقية الموقع السياحي عين ورقة ببلدية عسلة جنوب ولاية النعامة، من أجل توفير ظروف ملائمة لجلب المستثمرين نحوها، حسب ما أستفيد من مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية.
وقد استفادت تلك المنطقة التي تتوفر على خامات سياحية هامة، إضافة إلى كونها منبع حموي يستقطب أعدادا معتبرة من الزوار والسياح من إعداد دراسة تقنية لترقية هذا الموقع السياحي من خلال تهيئة الأرضية وإنشاء مساحات خضراء به، بالإضافة إلى ربطه بشبكة قنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وكذا تهيئة المسالك المؤدية إلى هذا الموقع، استنادا إلى نفس المصدر.
وتهدف هذه الدراسة إلى توفير آليات الاستقطاب السياحي لموقع عين ورقة، واستغلال ما يتوفر عليه من إمكانيات طبيعية سيما منابع المياه الحارة التي تستعمل في التداوي والعلاج والفضاءات المحيطة به كالبحيرة القارية التي تأوي إليها مختلف الطيور الماكثة والمهاجرة والغابة المتحجرة ومحطات النقوش الصخرية والمغارات وجبال الملح والغاسول وسلسلة من المتحجرات التي تشهد على حقب زمنية قديمة، كما أضاف مدير القطاع، سعود محمد.
وأشار إلى إعداد دراسة تقنية متخصصة أخرى ستساهم في حماية موقع عين ورقة السياحي ومحطة الرسومات الصخرية الموجودة هناك، وهو المشروع المندرج في إطار تحديد الأوعية العقارية الموجهة للمستثمرين والتي ستتكفل بتسييرها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية من أجل ترقية وحماية خمسة مواقع سياحية بالولاية وهي عين ورقة وحوض الدايرة و رويس الجير ومكثر وسيدي بوجمعة.
من جانب آخر، ولتسهيل التنقل من بلدية عسلة إلى منطقة عين ورقة، فقد جرى تزفيت وإزالة النقاط السوداء على مستوى الطريق الرابط بينهما والممتد على مسافة 24 كلم، فضلا عن تسجيل عملية لتزويد قرية عين ورقة بشبكة الألياف البصرية لربطها بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، علاوة على تسجيل مشاريع جوارية لفائدة المرأة الريفية وفلاحي المنطقة لمساعدتهم على مزاولة نشاطهم.
كما تتواصل بنفس البلدية أشغال إنجاز مجمع للتطهير بطول 2700 متر بغلاف مالي يفوق 39 مليون دج، بغية ربط التجمع السكاني لعين ورقة بمصب موحد للقضاء على ظاهرة التفريغ العشوائي للمياه المستعملة وحماية المؤهلات الطبيعية والأماكن السياحية لتلك القرية التي تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يجعل منها ركيزة لترقية الاستثمار في المجال السياحي بالولاية حسب المسؤولين المحليين. وتتمثل أشغال التهيئة بموقع عين ورقة السياحي الممتد على مساحة 2367 هكتارا في تهيئة المسالك المؤدية إليه وإيجاد بعض المرافق الخفيفة.
وتم مؤخرا في نفس السياق اعتماد وتأهيل مشروع استثماري للخواص عبر قرية عين ورقة السياحية يرمي إلى إنجاز قرية سياحية بالقرب من منطقة المحطة الحموية على شكل استراحة ريفية ونزل ومحلات تجارية، من أجل تقديم الخدمات الضرورية للسياح وعابري الطريق الوطني رقم 47 الرابط بين ولايتي النعامة والبيض، استنادا إلى ذات المسؤول.