السبت , 30 سبتمبر 2023

عشرات المجانين والمشردين عبر شوارع العاصمة يهددون سلامة الأشخاص

ما زال انتشار المجانين والمشردين في شوارع العاصمة يشكل خطرا على المواطنين، حيث يتصف أغلبهم بالتصرف العدواني والطابع العدائي، مهددين بذلك حياة كل من يمر بجانبهم في ظل غياب تام لمراكز تأويهم وانعدام التكفل بهم من طرف السلطات المعنية بذلك، الأمر الذي أزم الوضع وجعل المواطنين يتجنبون العبور من الشوارع المعروفة بانتشار المرضى العقلانيين والمتشردين، خاصة وأنهم لا يملكون سبيلا لأذية هؤلاء.

وللتعرف أكثر على هذه الظاهرة، تجولت “الموعد اليومي” عبر شوارع العاصمة، ورصدت آراء المواطنين حول هذا الوضع، كما كشفت عن أسباب إهمال هذه الفئة من طرف السلطات المعنية.

 

مجانين في الشوارع الرئيسية للعاصمة

اخترنا أن تكون وجهتنا إلى أهم الشوارع بالعاصمة، كساحة الشهداء، البريد المركزي، شارع حسيبة بن بوعلي، شارع ديدوش مراد وبورسعيد، والتي تشهد اكتظاظا وحركة كبيرة طيلة النهار، فوجدنا أنها تمتلئ بالمجانين والمتشردين بشكل ملحوظ، حيث افترش البعض منهم الأرصفة، في حين اختار آخرون السير عبر الطرقات، مما جعل المواطنين في خطر نظرا للتصرف العدواني الذي يتصف بهم أغلب المجانين، الذين يستعملون العنف اللفظي والجسدي ضد المارة، كما تختلف فئات هؤلاء بين الرجال والنساء وكذا الشباب والكهول، حيث صار أغلبهم معروفا بعنفه لدى المواطنين الذين يتجنبون المرور إلى جانبهم يوميا خوفا من تعرضهم للأذية.

 

حوادث جعلت حياة المواطنين على المحك

في حديث لـ “الموعد اليومي” مع بعض المواطنين، سرد هؤلاء حوادث صارت معهم بسبب المجانين كادت أن تودي بحياتهم، حيث قال “سمير” إنه كان مارا بإحدى طرقات ساحة الشهداء، أين صادف أحد المجانين كان يحمل في يده عصا كبيرة، وبدأ بمهاجمته حيث وجه له ضربة قوية على مستوى بطنه جعلته يسقط مغشيا عليه، وكاد أن يكمل ذلك المجنون ضربه لولا تدخل المارة الذين أنقذوه من يده وقاموا بإسعافه، أما “رشيد” فقد قال إنه تعرض لضربة في رأسه عن طريق حجرة كبيرة رماها باتجاهه أحد المجانين بشارع ديدوش مراد، مما جعله ينزف بشدة وتم نقله إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا من أجل العلاج.

 

مرضى النفوس يستغلون المجانين

لم يشفع غياب عقل المجانين لهم، حيث استغل العديد من مرضى النفوس حالة هؤلاء المشردين من أجل إشباع طمعهم وغرائزهم، عن طريق سلبهم أعضائهم وبيعها، إضافة إلى التنكيل بجثثهم في غياب تام للضمير والرقابة الذاتية، في حين قام آخرون باغتصاب المتشردات بأبشع الصور خاصة في ظل غياب عقوبات ضدهم، الأمر الذي جعل حياة هؤلاء المجانين في خطر كبير وأدى إلى انتشار العصابات التي تستغل هذه الظروف، من أجل الوصول إلى أهدافها الدنيئة على حساب شريحة هشة في المجتمع.

 

التكفل بالمجانين بين المستشفيات العاجزة والمراكز الغائبة

التكفل بالمجانين طرح عدة مشاكل على مستوى الجهات المسؤولة، وأولها وزارة الصحة نظرا للغياب شبه الكلي للمراكز المخصصة لهم، إضافة إلى عجز المستشفيات عن التكفل بهم، حيث أجمع عدد من الأطباء على الخطر الكبير الذي يحدق بالمواطنين في ظل تواجد هذه الفئة وانتشارها عبر شوارع العاصمة، ودقوا في نفس الوقت ناقوس الخطر من أجل التحرك السريع لجميع المسؤولين لتجنب حوادث مميتة قد تودي بحياة العديد من المواطنين، خاصة في ظل تزايد انتشار هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، كما تمثلت الأسباب في عجز عائلات هؤلاء المجانين عن التكفل بهم، مما جعلهم يلجأون إلى الشوارع، من جهة أخرى أكد المتحدثون على ضرورة وجود رقابة في شوارع العاصمة، من أجل حماية المارة والمواطنين خاصة الأطفال والنساء، نظرا لاعتبارهم من الفئات الضعيفة التي تعجز عن الدفاع عن نفسها، مشددين على أهمية الإسراع في إيجاد حلول من أجل احتواء هؤلاء المجانين.

ق.م