بعد أسبوع كامل من العمل والكد خارج المنزل، ومع اقتراب يومي”الجمعة” و”السبت”، تطلق المرأة العاملة تنهيدة راحة وهي في طريق العودة إلى منزلها، لتبدأ التخطيط في كيفية قضائها لإجازتها، حتى أن هناك من النساء من يخيل إليهن أن هذين اليومين وبالرغم من كونهما يومين لعدم الخروج واستعمال المواصلات، فهما أيضا يوما أزمة في حياة المرأة العاملة لأن معظمهن، خصوصاً المتزوجات منهن يتابعن متطلبات البيت، الزوج
والأولاد في هذين اليومين.
ولوج المرأة الباب وبداية الأزمة
لن تصدق، إن كتبنا أنه مع اقتراب نهاية الأسبوع تكبر أحلام النساء العاملات، فما إن تخرج المرأة من عملها، وتلامس أقدامها عتبة المنزل حتى تلتقط عيناها المتعبتان، عشرات الأعمال التي أجلتها بحسن نية إلى نهاية الأسبوع، فقط لأن الوقت لم يكن إلى جانبها، فمن الملابس والأغطية والمفارش التي تنتظر الغسل، إلى الغبار الذي يخيم على الأثاث في الصالون وفي غرف النوم، إلى الأعمال المطبخية الشاقة، تحتار المرأة في اليوم الموالي من أين تبدأ أعمالها، فمن غير السهل أن تباشر عملا أجلته طيلة 5 أيام.
بين التنظيف، الغسيل ومضايقات الرجل ينتهي اليوم
تتنوع طقوس قضاء اليوم الأول من عطلة نهاية الأسبوع، حيث ما يكاد يبدأ اليوم حتى ينتهي بسرعة، فكل امرأة وأولويتها في كيفية قضاء أول يوم من العطلة.
“الموعد اليومي” وخلال تجولها في بعض من شوارع العاصمة، التقت بعضا من النساء العاملات، وسألتهن عن كيفية قضائهن عطلة نهاية الأسبوع، فكانت الأجوبة مختلفة مع أنها تتشابه في نواحي عدة.
السيدة نورة، معلمة في الابتدائي، تعتبر يوم الجمعة الأكثر إجهادا من بين أيام الأسبوع. فبالنسبة إليها -وكما جاء على لسانها- تجتمع الأعمال المنزلية المتراكمة، لتحتار في ماذا تفعل وماذا لا تفعل؟ واعترفت نورة، بمرارة أن “النساء العاملات بشر وأن الأزواج لا يريدون الاعتراف بذلك، لذا يكثر عليهن العمل في نهاية الأسبوع فضلا عن مضايقات الأزواج لهن، في حين كان الأجدر بهم، تقول نورة المعلمة، أن يساعدونا ويتقاسموا معنا الأعباء المنزلية”.
وعن ماذا تفعله نورة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أجابت، بأنها بالكاد ترتاح، فبين غسل الملابس وتحميم الأطفال وتنظيف البيت، تنتهي عطلتي، لأبدأ أسبوعا جديدا مع العمل خارج المنزل”.
من جهتها، تحدثت ليندة التي تشغل منصب محامية، عن عدم فرحتها بقدوم يوم العطلة لأنه يؤثر على عملها خاصة وأنها تحظى بزوج وأبناء لامبالين لا يتحملون أي مسؤولية ولا يساعدونها في إنجاز المهام المنزلية، وهي ترى الحل في أن تخضع المرأة العاملة حياتها في المنزل للتشريح وتحاول تنظيمها، ومن الضروري الجلوس مع الزوج ومناقشة ضرورة قيامه ببعض المهام المنزلية، كتدريس الأولاد والعناية والتسوق، فهو ليس طفلا مدللا كما جاء على لسانها، وعليه أن يقوم ببعض الواجبات، لأن العديد من الزوجات العاملات يضقن ذرعا وينفد صبرهن ويعتبرن من الأسهل تحمل كل الأعباء بدلا من أن يحترقن من برود الزوج ولا مبالاته، وهذا وضع خاطئ في نظرها.
وعن قضائها للعطلة، أضافت أنها وأمام عدم اهتمام زوجها، لا تولي أحيانا اهتمامها كما يجب بشؤون بيتها، حيث تكتفي فقط بتجهيز الأكل، وغسل الثياب وتدريس الأطفال، أما فيما يتعلق بالأثاث والجدران، فهي تخصص لهم يوما واحدا في الشهر.
لا يحق لنا أن نقول “بزاف علينا” …
بالرغم من أن العمل مجهد ومتعب بالنسبة للمرأة، إلا أن هناك من النساء العاملات، من يتخلصن من هذا الإرهاق بمداواته بإرهاق آخر، ترى فيه هاته النسوة أنه دواء بالنسبة إليهن بدل أن يكون داء، خاصة وأنهن يستمتعن بخدمة عائلاتهن خلال يومين فقط من الأسبوع،،،”فلا يحق لنا أن نقول بزاف علينا”
السيدة ربيعة، موظفة بالبنك، تقول إنها تحب أن ترى زوجها جالسا في المنزل خلال عطلة نهاية الأسبوع وكأنه ملك في مملكته، وتستمتع بخدمته وخدمة أطفالهما مهما نال منها التعب كي يراها تحوم حوله كالفراشة، نشطة وحيوية فيحبها أكثر. كما تحرص على إنجاز عملها بسرعة وتنظيمه خلال الأسبوع كله فلا تؤجله كله إلى العطلة لتحظى مع أطفالها بلحظات من الراحة الحقيقية من خلال نزهة أو زيارة أحد الأصدقاء وهذا يعيدها إلى العمل متجددة النشاط وراضية عن نفسها.
وإذا كانت الموظفة “ربيعة” تتحدث باسترخاء عن عطلتها، فالموظفة زهية، ورغم أنها لا تزال تعمل وفق شروط العقد في وزارة الصحة، ما يمنعها من التمتع بأي إجازة طويلة خوفا على وظيفتها وطمعا في التثبيت، الأمر الذي يرهقها كثيرا، فهي مرغمة على مواصلة العمل دون انقطاع، وتنتظر العطلة الأسبوعية بلهفة لترتاح قليلا من ضغط العمل الذي يستمر لساعات طويلة يوميا ولتهتم بأولادها الصغار بعد أسبوع من الإهمال غير المقصود رغم أنها تتركهم في رعاية والدتها لكنهم يحتاجونها في دراستهم وتعويضهم حنان والدهم الراحل.
هي عينات متعددة لنساء جزائريات، يقضين من خلالها عطلة نهاية الأسبوع، كل بحسب ظروفها وما يحيط بها، ورغم ما يقال وقيل في الموضوع، العطلة، وباختلاف مدتها شيء لابد منه ليس فقط للعاملين، ولكن أيضا للعائلة ككل، فليس هناك أجمل من ساعة جميلة تجمع العائلة فيها.