علاقة التقوى بالعلم

علاقة التقوى بالعلم

اعلم أن التقوى لا تتم لكم إلا بمعرفة ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان، ولا تستقيم لكم إلا بقيامكم بأصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان، فطلب العلم إذًا من أفرض الفرائض وأوجب الواجبات، فإن عليه المدار في قيام الطاعات وترك المخالفات، فمن يرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين، ومن لم يرد به خيرًا أعرض عن طلب العلم وسماعه، فكان من الهالكين الجاهلين، فما بالكم معرضين عن العلم، وهو من الفروض الواجبة؟! وما لكم مقبلين على ما يضركم تاركين ما ينفعكم، راضين بالصفقة الخاسرة؟! قال صلى الله عليه وسلم: “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر” رواه الترمذي، فهذه الرياض البهيجة فيها من العلوم من كل زوج كريم، فيها يعرف الله ويهتدي إلى الصراط المستقيم، وفيها يعرف الحلال من الحرام والصلاح من الفساد، وفيها يعرف سبيل الغي والضلال، وسبيل الهدى والرشاد. أما إن طلب العلم قربة وثواب عند رب العالمين، والإعراض عنه شر وخسران مبين، فيا أيها المعرضون عن طلب العلم ما هو عذركم عند الله، وأنتم في العافية تتمتعون؟ وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون؟ أترضى إذا قيل لك: من ربك وما دينك ومن نبيك، لم تُحِر الجواب، وإذا قيل: كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب؟ وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام؟، أما علمتم أن الاشتغـال بالعلم من أجـل العبادات وأفضل الطاعات والقربات، وموجب لرضا رب الأرض والسماوات، ومجلس علم تجلسه خير لك من الدنيا وما فيها، وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها؟ فاشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته، وسلوا ربَّكم أن يمدَّكم بتوفيقه ولطفه وإعانته: ” أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ” الزمر: 9.

 

موقع إسلام أون لاين