هُنا كُنتُ
هُنا كُنتُ وكانَ الأمسُ يَصحَبُني
هُنا كانت لي ذكرى
هُنا زَرَعتُ آمالي وآهاتي
هُنا خَطَوتُ
هُنا تَبعثَرت خَطواتي
هُنا العَبراتُ حَبستُها
هُنا دَونتُ في الأعماقِ عِلاتي
هُنا سَمِعتُ صَوتَ الأمسِ يَسحَبُني
هُنا سَكَبتُ الدَمعَ من أحداقي
هُنا بَعثرتُ أشعاري على مَضَضٍ
هُنا لَملَمتُ أشتاتي
***
هُنا وقفتُ
هُنا خطوتُ
هُنا جلستُ
هُنا بالحُزنِ لامستُ إحساسي
هُنا كانت الآلامُ أغلِبُها وتَغلِبُني
هُنا حَبَستُ أنفاسي
هُنا كُنتُ وكانَ الّليلُ يَسحَبُني
هُنا أنشَدتُ للفجرِ لحناً
خبأتهُ بينَ طَياتي
هُنا سُطوري كَتَبتُها
هُنا السُطورُ بالأقدارِ داعبت قِرطاسي
هُنا نَثَرتُ في مَهَبِ الريحِ عواطِفي
هنا مزقتُ أوراقي
هُنا وقفتُ وسطَ السُطور مُتأملاً
هُنا نَصبتُ قُداسي
هُنا ذكرتُ صَحباً
ساقهُم قَدري
وكانوا خيرَ جُلاسي
هُنا اللّيلُ كان يؤرقُني
هُنا داعبتُ بشيءٍ منَ الأحلامِ إحساسي
هُنا جَفّت خَواطِري
هُنا سَقيتُ بالدمع قِرطاسي
هنا على ماضٍ منَ الهَمِ بَكَيتُ بألمٍ
هُنا بَعثرتُ أمالي وأنفاسي
***
هُنا الّليلُ والأوهامُ تَسحبُني
هُنا الشوقُ والأحلامُ والغضبُ
هُنا الأحداث خطت نَوازِلُها
هُنا الأيامُ مرت كأنّها السُحُبُ
هُنا العَبَراتُ بِدَمعِ الشوقِ قد سُكِبَت
على ضِفافٍ العمر
حيثُ الحُزنِ والعَتَبُ
هُنا الأبياتُ والأحلامُ قد نَبَتَت
هُنا السُطورُ والأشجانُ والتعبُ
هُنا كُنّا وكانَ الفَجرُ بِصَحوِهِ مُترَدِداً
هُنا جاءَ الضُوءُ على خَجَلٍ
هُنا كانَ النّهارُ يَقتَحِمُ الحُجُبُ
***
هُنا كُنّا وكانَ الأمسُ يَصحَبُنا
هُنا كانَ الشبابُ يَبتَسِمُ
والفَخرُ والخُيَلاءُ والعُجُبُ
هُنا الأرضُ كانت تُلامِسُنا
هُنا العُشبُ والماءُ والسُحُبُ
هُنا كُنّا وكانَ الأذانَ
بالوجدان ينسكبُ
هُنا رأينا الغدُ ينظرُنا
مِن كُلِ صوبٍ بِنَسيمُهُ العَذِبُ
فازية. ج