دى تجاهل مصالح بلدية قسنطينة للوضعية السيئة التي آل إليها حي دقسي عبد السلام 03 المحاذي لسوق مساعيد عبد المجيد، إلى تفاقم وتأزم الوضع أكثر نتيجة تحول المكان إلى شبه مفرغة عمومية جعلت الحي يغرق وسط أكوام النفايات المبعثرة في كل مكان والمتكونة من بقايا الخضر الفاسدة وأطراف اللحم والدجاج غير الصالح للبيع، ما نجم عنه انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من كل الجهات، ما أدى إلى الانعدام التام لمعنى
البيئة النقية، وما زاد الوضع تعقيدا هي عمليات الحرق العشوائي للنفايات ليلا.
سكان الحي في اتصالهم بـ “الموعد اليومي” أعربوا عن مدى تذمرهم واستيائهم من الوضع البيئي الذي ينذر بهلاك صحتهم وصحة أبنائهم، خاصة أمام الانتشار الواسع للحشرات والجرذان، يأتي هذا بعد سلسلة الشكاوى التي تقدم بها هؤلاء إلى مصالح بلدية قسنطينة المتضمنة ضرورة إيجاد حل لهذه المهزلة البيئية التي أضحت تؤثر سلبا على صحتهم خاصة في فصل الصيف أين تكثر الأوبئة والأمراض، إلا أنه وحسب السكان أنفسهم لم يشهدوا ردا من طرف ذات المصالح، كما حاول السكان خوض الحوار مع أصحاب المحلات وطاولات بيع الخضر والفواكه التابعة لسوق مساعيد عبد المجيد من أجل إقناعهم بتنظيم رمي النفايات وعدم حرقها كون دخانها ورائحتها تصل البيوت، إلا أن محاولاتهم المتكررة باءت بالفشل أمام صمت الجهات المعنية التي أوكلت لها مهام الحرص على نظافة المحيط وجمع النفايات.
وهذه الظاهرة السلبية الناجمة عن تجار السوق التي سمحت بانتشار الكلاب الضالة ليلا، ما زاد من تخوف واستياء السكان الذين أرجعوا السبب إلى انعدام حاويات القمامة ذات الحجم الكبير التي من شأنها أن تتسع لجمع أكبر عدد من النفايات، فضلا عن غياب عمال النظافة بالمنطقة، فيما أرجع آخرون سبب الانتشار الواسع للنفايات إلى التجارة الفوضوية، مؤكدين وجود تجار غير شرعيين يستغلون المساحات المجاورة للسوق لعرض سلعهم تاركين وراءهم ما تبقى من فضلات.
وفي ذات السياق، يطالب سكان العمارات المجاورة لسوق دقسي عبد السلام ببلدية قسنطينة، السلطات المحلية بضرورة ايجاد حل من شأنه إنهاء هذه المعاناة التي طال أمدها، آملين أن يجدوا أذانا صاغية تساهم بشكل أو بآخر في نظافة المحيط بحيهم.