كم هو جميل ورائع أن يتحلَّى كلُّ فردٍ منا بقِيَم الخير! أن يحب أخاه، ويساعده، ويسأل عنه، أن يبذل في سبيل رقي مجتمعه مهجة نفسه؛ بُغْية تحسينه، ورؤيتِه في مصاف المجتمعات المتحضرة. عندما تقابل إنسانًا في يومك، تبسَّم في وجهه، وقل له الكلام الطيب الذي يرطب قلبه، حاوِلْ أن تسأله عن حاله وحال أسرته، وأن تعرض عليه مساعدتك إن كان هو بحاجة إليها. وعندما يصادفُك رجلٌ مسنٌّ بالطريق، اسعَ إلى مدِّ يد المساعدة إليه، وعُدَّه كوالدِك الذي لم ينجبك، ارأَفْ بحاله، وساعِدْه على تلافي العثرات التي قد تؤلم وتدمي قدمَيْه المتورمتينِ. وعندما تلاقي طفلًا صغيرًا، انظر إليه بنظرة الحنان والعطف، ترفَّقْ به وتجاوز عن مشاغباته؛ فهو ما زال في مرحله الطفولة، وجِّهه برحمة، وانصحه المرة تلو الأخرى؛ حتى يترسخ ذلك في ذهنه. وعندما تجد أذى في وسط الطريق، أمِطْه وسهِّل السبيل للناس، كُنْ أنت المبادر والمساهمَ الأول، لا تتركه حتى لا يتركه غيرُك، هكذا تكون مثالًا يُحتذى به، وقدوة ينظر إليها بنظرة الإعجاب والامتنان، وإذا واجهك قطٌّ يَتلَوَّى من الجوع، في جانب من جوانب حيِّك، أطعِمْه واسقِه، ورطِّب كبده الصغيرة؛ فستكسب من وراء ذلك بركة عظيمة في حياتك، فهذه المخلوقات العجماوات تُحِسُّ كما نُحِسُّ، وتألم كما نألم، فلا تكن قاسيًا عليها، وابذلْ لأجلها ما استطعتَ؛ فرحمتُك بها دليل على الإنسانية المتجذرة فيك. أحسِنْ إلى جارك، واجمع القمامة من أمام بيتك وبيته، سيوطد ذلك من عُرى الجيرة بينكما، وسيكون الجدار فقط هو الذي يفصلُ بينكما، فأنتما إخوة، والتعاون هو الذي يجب أن يكون عنوانًا لجيرتكما الطيبة، فتمنحوا صورةً ناصعة البياض للحي بأكمله. قيم الخير رائعة، ومَن تحلَّى بها كان إنسانًا رائعًا، كن رائعًا في حياتك، باشًّا في سحنتك، مقبلًا في همتك، ابذل هذه القيم ما استطعت وبادِر؛ لأن المبادرة هي التي تفرق بين إنسان وإنسان.
موقع إسلام أون لاين