أنوارمن جامع الجزائر

فضائل ومناقب العلم – الجزء الثاني والأخير –

فضائل ومناقب العلم – الجزء الثاني والأخير –

وهذه الْفَضَائِلُ وَالْمَنَاقِبُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى للعِلْمِ تُبْرِزُ مَدَى أَهَمِّيّتِهِ وَأَثَرِه في تَحْقِيقِ عُبُودِيَّةِ اللَّه سُبْحَانَهُ وَإِصْلَاحِ أَحْوَالِ الْخَلْقِ، وَأُمَّتُنَا اليَوْمَ أَشَدُّ مَا تَكُونُ حَاجَةً إِلَى العِلْمِ النَّافِعِ، وَإِلى العُلَمَاءِ الذِينَ يَذُودُونَ عَنْ حِيَاضِ الشَّرِيعَةِ، الذِينَ هُمْ أُمَنَاءُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَهُمُ الوَاسِطَةُ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتِه، المُجْتَهِدُونَ فِي حِفْظِ مِلَّتِهِ الغَرَّاءِ، المُسْتَمْسِكُونَ بِشَرْعِ اللهِ المُقْتَفُونَ لآثار الصالحين الصحابة والتابعين. فَيَا أُمَّةَ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ شَمِّرُوا عَنْ سَوَاعِدِ الْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ، وَاهْجُرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ السِّنَةَ والرُّقادَ، في سَبِيلِ تَحْصِيلِ الْعِلْمِ الَّذِي بِهِ تَسْمُو الْأَقْدَارُ، وتَشْرَئِبُّ إِلَى أَهْلِهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، فالْعِلْمُ عِزٌّ لا تَثْلمُهُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ ، ولا تتَحَيَّفُهُ الدُّهُورُ وَالْأَعْوَامُ فَهُوَ هَيْبَةٌ بِلَا سُلْطَانٍ وَغِنًى بِلَا مَالٍ وَمَنَعَةٌ بِلَا أَعْوَانٍ . وَمِمَّا يَؤُزُّنَا إِلَى العِلْمِ أَزّاً وَيَدْفَعُنَا إِلَيْهِ دَفْعاً: أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ بِالعِلْمِ نُمَيِّزُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ وَنُفَرِّقُ بَيْنَ الهُدَى وَالضَّلَالِ وَبِهِ يَعْبُدُ المَرْءُ رَبَّهُ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَبِالعِلْمِ تَخْرُجُ أُمَّتُنَا مِنْ أَنْفَاقِ التَّعَاسَاتِ وَالِانْتِكَاسَاتِ، إِلَى سَاحَاتِ السَّعَادَةِ وَالِانْتِصَارَاتِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: “وَعَدَ اَ۬للَّهُ اُ۬لذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِے اِ۬لَارْضِ كَمَا اَ۪سْتَخْلَفَ اَ۬لذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ اُ۬لذِے اِ۪رْتَض۪يٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمُۥٓ أَمْناٗۖ يَعْبُدُونَنِے لَا يُشْرِكُونَ بِے شَئْاٗۖ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْفَٰسِقُونَۖ “. وَلَنْ يَكُونَ إِيمَانٌ وَعَمَلٌ صَالِحٌ إِلَّا بِعِلْمٍ نَافِعٍ، وَلَا اسْتِخْلَافَ وَلَا تَمْكِينَ إِلَّا بِدَعْوَةٍ وَجِهَادٍ. ثُمّ صَلُّوا رَحِمَكُمُ اللَّه عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ فَقَالَ: “اِنَّ اَ۬للَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَي اَ۬لنَّبِےٓءِۖ يَٰٓاأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماًۖ “. اللَّهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا ينْفَعُنَا وانفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يُقَرِّبُنَا إِلَيْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

الجزء الثاني والأخير من خطبة الجمعة من جامع الجزائر