فوائد من قصة يوسف مع امرأة العزيز

 فوائد من قصة يوسف مع امرأة العزيز

قال تعالى عن امرأة العزيز وقصتها مع يوسف عليه السلام: ” وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ” يوسف: 23. من الفوائد والعبر من هاته الآية:

– هذه الفتنة التي تعرَّض لها يوسف عليه السلام من أعظم المحن التي مرَّت عليه، فهي أعظم من محنة رميه في الجب وإدخاله السجن؛ لأنَّ فتنة الجب والسجن ليست باختياره فهي نزلت عليه اضطرارًا، فليس أمامه سوى الصبر، وأما فتنة امرأة العزيز، فالصبر فيها صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة لها من جمال المرأة ومكانتها ودعوتها له، وعنفوان شبابه وغربته وضعفه.

– “وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ” قد تتهيأ للعبد جميع وسائل المعصية وتُيسَّر له من الدعوة إليها، وتهيأة المكان، والأمن من الناس، والموفق من عصمه الله بمعاذ الله.

– “وَرَاوَدَتْهُ” المراودة الشيطانية قد تأتي المرء في صور كثيرة ومختلفة، مراودة في صورة صديق أو مال، أو امرأة، أو منصب، أو جوال، أو موقع، وشياطين الإنس لن يتركوك وشأنك وصلاحك، فكن على حذر.

– “وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ” يوسف: 23، على المرء عند تعرضه للفتنة أن لا يترك للشيطان – شيطان الإنس والجن – سبيلًا في المراودة والمحاولة عليه، بل عليه أن يكون شجاعًا قويًا ويصرح ويلتجئ بالعظيم سبحانه ” قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ” فالمؤمن التقي الذي يراقب ربه يعلم بأنَّ ربه مطلع عليه يراه ويحاسبه ويعاقبه، فخشيته وخوفه منه يمنعه من مثل ذلك.

– “قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ” امتنع يوسف عليه السلام عن إجابة امرأة العزيز لطلبها لسببين: خوفه من الله ” قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ” والسبب الآخر: تعظيمه خيانة من ائتمنه على بيته وأهله ” إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ” يوسف: 23، ويقصد يوسف عليه السلام بذلك سيِّده العزيز الذي اشتراه من حين كان غلامًا صغيرًا وربَّاه في منزله، فكيف يخون من ربَّاه وأحسن إليه؟.

– “إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ” على المرء أن يستشعر ويتذكر دائمًا هذه الآية، فالظالم المعتدي سيعاقبه الله بحسب جريمته وظلمه إما عاجلًا في الدنيا وإمَّا آجلًا في الآخرة.

موقع إسلام أون لاين