فوائد وعبر من سورة النور

فوائد وعبر من سورة النور

قال تعالى ” سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” النور: 1، حذَّر الله – عز وجل – البشريةَ من بلاء نَشْرِ الفواحش، وأعلنَ الحربَ على تُجَّارِها بقوله: ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” النور: 19، وقد أصبحت هذه الأمور تجارة يُعلَنُ عنها في الكثير من المجتمعات والقنوات ووسائل النشر، وللأسف فإن هذه العدوى قد انتشرت في بلاد المسلمين انتشارَ النار في الهشيم، وأصبح يُعلَن عنها في بلاد المسلمين في وسائل متعددة، ولا يتم التحذير منها، أو حجبها, فقد انصبَّ اهتمام أعداء الإسلام على نَشْرِ فسادِ الأخلاق وضياع القِيَم. ومن العجب العجاب انتشار ظاهرة المجاهرة بذلك، والدعوة إلى فعلها، وإظهار الإعجاب بأهلها بوضوحٍ، ودون مواراة أو حياء أو خجل، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: “كل أُمَّتي معافًى إلَّا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملًا، ثم يُصبِح قد ستره ربُّه، فيقول: يا فلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويصبح يكشف ستر الله عنه” متفق عليه. فأعداء الإسلام يعرفون أن في فساد الأخلاق وضياع القيم تفتيتًا للروابط الاجتماعية، وهذا من أخطر الأمور على المجتمع، وهو نذير شُؤْمٍ، حذَّر منه النبي صلى الله عليه وسلم: “وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها، إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم” رواه ابن ماجه والحاكم.

إن مقاومة وعلاج هذه الظاهرة أصبحت في أعناق الجميع أفرادًا، وأُسَرًا، آباءً وأمهاتٍ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” متفق عليه. ورب العزة يدعونا: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” التحريم: 6. أما المنهج الذي يجب إتباعه في علاج هذه الظاهرة، فقد حدَّده المولى عز جلاله في سورة النور: ” سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” النور: 1، فهذه سورة العفة والعفاف، سورة الطُّهْر، والطهارة، سورة تربية الأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم العفيف الطاهر، فسورة النور هي نورُ الحياة، فمن اتَّبَع ما فيها من أوامر الله، فهو في نورٍ، ومن خالف ما فيها، فلن يجد إلَّا الظلمة؛ لذلك حثَّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساءَ على تعلُّم هذه السُّورة. لذلك يجب أن ننفذ قول الله في فرضه لهذه السورة، فنجعلها في مناهج التربية بالمدارس والجامعات، ووسائل النشر المختلفة؛ لصيانة المجتمع المسلم ووقايته من الهجمة الشرسة عليه؛ للتخلِّي عن قِيَمِه وأخلاقِه، إنه منهج الله، وضَعَه لننتهجه في حياتنا.

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي